كلام صريح- سمية سيد- قمة الجزائر وسفوح الخرطوم
في 2013 أوصت قمة الدول العربية بالكويت بتنفيذ برنامج الأمن الغذائي العربي بضخ استثمارات في السودان.. ذات التوصيات وبنفس العبارات أطلقتها قمة العربية في الجزائر الأسبوع الماضي، وتم تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعمل مع حكومة السودان لتحديث الدراسات وتقييم وتحليل الموارد المتاحة، وتطوير نماذج الأمن الغذائي، وإعداد خطط قطاعية للمشاريع الزراعية المطلوبة في السودان.
توصيات قمة الجزائر دعت لإيجاد إرادة سياسية سودانية لاستكمال وتنفيذ مبادرة الاستثمار الزراعي والأمن الغذائي العربي؛ وذلك بالاستثمار في الزراعة والثروة الحيوانية، وتوسيع التعاون العربي المشترك بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للدول العربية.
أهم المطلوبات في توصيات قمة الجزائر لإنجاز وتنفيذ مشروع الأمن الغذائي تتمثل في الإرادة السياسية والمشروعات القطاعية في القطاع الزراعي ، وبيئة الاستثمار.. وللأسف هذه المطلوبات الأساسية يفتقدها السودان تماما.ً
البلاد تفتقر للإرادة السياسية التي تدفع بالإنتاج وتحفز الاستثمار، بل لا توجد حكومة أصلاً. والكل مشغول بكيفية التمكين السياسي والحصول على مكاسب في السلطة.
بالنسبة للمشروعات القطاعية في الزراعة، فهي آخر موضوع يمكن أن يشغل بال القائمين على الأمر في البلاد، فحتى وزارت الزراعة والثروة الحيوانية والاستثمار تفتقر للمعلومات الحقيقية في هذه القطاعات، ناهيك عن خارطة قطاعية أو استثمارية تشتمل على أولويات الدولة في الاستثمار يمكن أن تعين المستثمرين في اختيار المشروعات .
بيئة الاستثمار في السودان هي الأسوأ من بين كل الدول العربية والأفريقية. فمع الافتقار للبنية التحتية، القوانين والإجراءات طاردة للاستثمار، الحكومة تضع المستثمر في مواجهة مع السكان المحليين، وفي مواجهة مع موظفي المحليات يتعرضون للابتزاز وأسوأ أنواع الفساد الحكومي.
منذ فترة تعاني الدول العربية من فجوة غذائية حادة بسبب تقلبات الأسعار في السوق العالمية؛ وبسبب تغيرات المناخ وأزمة كورونا.. في العام الماضي زادت الأزمة بنسبة (35%) جراء الحرب الروسية الأوكرانية التي أصبحت أكبر مهدد للوضع الغذائي لاعتماد الدول العربية على الحبوب من الدولتين. هذه الفجوة بلغت (35.3) مليار دولار تمثل الحبوب نسبة (47.8%) من قيمة هذه الفجوة .
السودان هو أكثر الدول التي تملك مقومات سد فجوة الحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية .لكن دولتنا وحكومتنا (الرشيدة) لديها أولويات أهم من ذلك.. أولويات من يحكم السودان بعد حسم صراع عسكر و مدنيين على كراسي السلطة .