الصليب الأحمر يتسلم رفاة الرهائن الإسرائيليين وحماس تعاود السيطرة على غزة
الوكالات- متابعات تاق برس- قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن الصليب الأحمر أبلغه بتسلّم رفات 4 رهائن إضافيين في مدينة غزة.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي، إنه «وفق المعلومات التي نقلها الصليب الأحمر، فقد تسليم أفراده أربعة توابيت تعود إلى رهائن، وهي الآن في طريقها إلى قوة من الجيش والشاباك داخل قطاع غزة.
وفي المقابل أعلن مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة استلام رفات 45 فلسطينياً أفرجت عنها إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عن طريق الصليب الأحمر.
وقال محمد زقوت مدير عام المستشفى في مؤتمر صحفي: «استلمنا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر 45 جثماناً. هناك لجنة مختصة تقوم بفحص الجثث ومحاولة التعرف عليها. لا توجد معلومات عن هوية الضحايا، لكن حصلنا على وعد من الصليب الأحمر بالحصول على قائمة بأسمائهم قريباً».
وفي وقت أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح إلا بدخول 300 شاحنة مساعدات، تمثل نصف العدد المتفق عليه، إلى قطاع غزة ابتداء من غد الأربعاء.
وجاء في مذكرة أكدتها الأمم المتحدة أن إسرائيل أبلغت المنظمة كذلك بأنها لن تسمح بدخول أي وقود أو غاز إلى القطاع إلا لاحتياجات محددة تتعلق بالبنية التحتية الإنسانية.
بينما أظهر مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سيطرة على الوضع في غزة بعدما عادوا الظهور قبضتهم ونفذوا علنا عمليات إعدام، مما ألقى بظلال على آفاق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
وأظهرت مذكرة اطلعت عليها رويترز وأكدها مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أن إسرائيل أبلغت المنظمة الدولية بأنها لن تسمح إلا بدخول 300 شاحنة مساعدات إلى غزة، تمثل نصف العدد اليومي المتفق عليه، اعتبارا من غد الأربعاء، ولن تسمح بدخول أي وقود أو غاز إلا لاحتياجات محددة تتعلق بالبنية الأساسية الإنسانية.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن إسرائيل قررت تقييد المساعدات إلى قطاع غزة المدمر وتأجيل خطط فتح المعبر الحدودي مع مصر حتى يوم الأربعاء على أقل تقدير، لتباطؤ حماس الشديد في تسليم رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم. وقالت الجماعة المسلحة إن تحديد مكان الرفات أمر صعب.
في غضون ذلك، أعلن ترامب يوم الثلاثاء أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بدأت، لكنه أشار أيضا إلى التأخير في تسليم رفات القتلى.
وقال في منشور على تروث سوشيال “لم يُعد القتلى وفق التعهدات! المرحلة الثانية تبدأ الآن!!!”
وفي الوقت نفسه استعادت حماس سريعا السيطرة على شوارع المناطق الحضرية في غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية جزئيا من القطاع الأسبوع الماضي.
وفي أحد المقاطع المصورة التي تم تداولها في وقت متأخر من يوم الاثنين، ظهر مقاتلون من حماس وهم يجرون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الجثو ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف، على مرأى من عشرات الأشخاص.
وأكد مصدر من حماس أن المقطع صُور يوم الاثنين، وأن مقاتلين من حماس شاركوا في عمليات الإعدام. وتمكنت رويترز من تأكيد الموقع من خلال المعالم الجغرافية المرئية.
منح ترامب حماس الضوء الأخضر لاستعادة بعض سيطرتها على غزة مؤقتا على الأقل، أما المسؤولون الإسرائيليون الذين يؤكدون أن أي تسوية نهائية يجب أن تنزع سلاح حماس بشكل دائم فقد امتنعوا حتى الآن عن التعليق علنا على عودة ظهور مقاتلي الحركة.
وتحدث ترامب عن “فجر تاريخي لشرق أوسط جديد” أمام الكنيست الإسرائيلي يوم الاثنين في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل وحماس تتبادلان آخر 20 رهينة إسرائيليا على قيد الحياة في غزة مقابل ما يقرب من ألفي معتقل وسجين فلسطيني.
لكن حتى الآن لم تسلم حماس سوى أربعة توابيت من رفات الرهائن، ليبقى ما لا يقل عن 23 رهينة يُفترض أنهم لقوا حتفهم ورهينة لم يتضح مصيره بعد في غزة.
وذكر مسؤول لرويترز أن حماس أخطرت الوسطاء بأنها ستبدأ في نقل رفات أربعة رهائن إلى إسرائيل من الساعة 1900 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء.
ولم يُسمح بعد لشاحنات المساعدات بدخول غزة بالمعدل المتوقع وهو مئات يوميا، ولم تنفَّذ بعد خطط لفتح المعبر بين غزة ومصر للسماح لبعض سكان غزة بالخروج، وهو ما يهدف أولا لإجلاء الجرحى لتلقي العلاج.
* ممارسة حماس لسلطتها مجددا تسلط الضوء على العقبات
تسلط ممارسة حماس لسلطتها من جديد في غزة واستمرار موجات العنف الضوء على وجود عقبات ضخمة أمام الجهود الرامية إلى تحويل وقف إطلاق النار الأولي، وهو المرحلة الأولى من خطة ترامب، إلى حل طويل الأمد للصراع من شأنه منع تجدد اندلاع القتال.

وقال سكان في غزة إنهم لاحظوا يوم الثلاثاء زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يتعين السير عليها لتوصيل المساعدات.
وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن عشرات الأشخاص قُتلوا في اشتباكات بين مقاتلي حماس وخصوم للحركة في الأيام القليلة الماضية.
ومن ناحية أخرى، قالت سلطات الصحة في القطاع إن خمسة أشخاص قُتلوا في قصف بطائرات مسيرة في أثناء توجههم لتفقد منازلهم في أحد الأحياء بشرق مدينة غزة، وقُتل شخص وأصيب آخر أيضا في غارة جوية قرب خان يونس.
واتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على أشخاص اجتازوا خطوط الهدنة واقتربوا من قواته متجاهلين نداءات بأن يعودوا أدراجهم.
وانتهت قمة شارك ترامب في استضافتها بمصر يوم الاثنين دون الإعلان عن أي تقدم يذكر باتجاه تشكيل قوة عسكرية دولية أو حكومة جديدة في غزة.
* حماس تؤكد سيطرتها
يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار أن الحرب لن تنتهي إلا بإلقاء حماس سلاحها وتخليها عن إدارة غزة، وهو مطلب رفضته الحركة، مما أدى إلى نسف كل مساعي وقف الحرب السابقة.
لكن ترامب، الذي أعلن انتهاء الحرب، قال يوم الاثنين إن حماس حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام.
وقال ترامب “يريدون بالفعل وقف المشكلات، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت”.
وقالت مصادر في حماس لرويترز يوم الثلاثاء إن الحركة لن تتسامح مجددا مع الإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات.
وضعفت قوة الحركة إلى حد بعيد بعد قصف إسرائيلي عنيف وتوغل بري على مدى عامين، إلا أنها بدأت تستعيد حضورها تدريجيا مع عودة المقاتلين المتبقين إلى الشوارع منذ سريان وقف إطلاق النار قبل أيام.
ونشرت الحركة، التي تدير غزة منذ عام 2007، مئات العمال للبدء في إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية اللازمة للوصول إلى المساكن المتضررة أو المدمرة وإصلاح أنابيب المياه المكسورة. وستتعين إزالة الأنقاض من الطرق وتوفير الأمن لزيادة إيصال المساعدات.
