أحمد يوسف التأي…أخرج من بيتنا يا تبيدي

816

منذ سقوط نظام المؤتمر الوطني وحتى هذه اللحظة ظللتُ أتابع بأسى ودهشة كتابات مدير الإعلام بجهاز أمن البشير ،اللواء محمد حامد تبيدي من خلال زاويته الراتبة بصحيفة الصيحة، ومنبع الأسى ليس لأن هذا الرجل يطعن الثورة بنصل مسموم يخفيه بين السطور ، بل لكونه لايزال يجد مساحة واسعة وبشكل راتب في الصحافة السودانية التي سامها سوء العذاب ، وأعمل فيها المجازر والتنكيل ، وصادر وكسر الكثير من الاقلام الحُرة بالإيقاف والملاحقات والإستدعاءات والاعتقالات، فقد كان هذا التبيدي يمارس قهراً واستبداداً وإهانةً لكل صحفي يكشف سوءات نظام البشير، أوينتقد ممارساته الفاسدة، فقد كان عدواً فاجراً لكل الأقلام الحُرة وحامياً متفانياً في خدمة البشير، ولم يخف ذلك حتى اليوم ،وقد كتب وتغزل في رأس نظامه المخلوع بعد محاكمته كما لو أن البشير على كرسي الحُكم…

مصدر الدهشة والأسى أيضاً أن حُراس بيت الصحافة الحرة يتصالحون مع وجوده داخل “البيت” حتى الآن ولم يطردوه منه خاصة وأنه لاصلة له بالمجتمع الصحفي فهو رجل أمن ظل يُمارس أسوأ أنواع الإستبداد والقهر للصحافيين الأحرار، ولم يكن رجل إعلام ، وإذا كان في السابق يضع العديد من الصحف ورؤساء تحريرها وناشريها تحت إبطه والكل يخشاه ويعمل له ألف حساب اتقاءً لشره ومكره، وقد فُتحت له الأبواب للكتابة في الصحف وكأنه “هيكل” ونال عضوية اتحاد الرزيقي، وما كان لأحد أن يمنعه من فعل اي شيء بوصفه مدير الإعلام بجهاز الأمن الذي يُحكم قبضته على كل شيء، إذا كان ذلك في ظل نظام هو احد حُراسه المخلصين له، فلماذا يظل تبيدي حتى الآن يتمدد في الصحافة والمجتمع الصحفي وهو ليس منه ولايملك أية مؤهلات ليكون  متدرباً في صحيفة أسبوعية فعلامَ استمراره اليوم كاتباً راتباً في الصحف ينفث السموم ضد الثورة، فمن الهوان والغفلة أن يظل تبيدي قاهر الصحف  الحُرة، وكاسر الأقلام الجريئة كاتباً في صحافة ما بعد الثورة..وليكن واضحاً في الأذهان أننا لم نرفضه لكونه من كوادر المؤتمر الوطني والنظام البائد، بل لأننا لانقبل بوجود رجل أمن داخل البيت الصحفي ارتكب المجازر في حق الصحافة ونكّل بمجتمع الصحافيين الأحرار، فهو جاني يجب أن يجد جزاءه لا استمرار عضويته في اتحاد الصحافيين والكتابة الراتبة في الصحف، وإذا كان في السابق استغل موقعه وسلطته في أن يفرض نفسه على الجميع فليس هناك من مبرر لاستمرار هذا الوضع المتهاون.

طرد تبيدي من المجتمع الصحفي ومنعه من الكتابه فيه تصحيح لمسار “صاحبة الجلالة” التي يجب أن تتخلص من جميع الأعباء والتشوهات التي ألحقها بها اتحاد الرزيقي ، ليأتي بعد ذلك رد الظلم الذي ألحقه تبيدي بالصحافيين والصحف الحُرة التي رفضت الركوع تحت أقدامه وهو يمارس لُعبة اضطهاد الصحافة الحٌرة واستنزافها بالمصادرة بعد الطباعة … على الصعيد الشخصي لدي الكثير من التجارب المريرة التي يتوجب عليّ الاستدلال بها، ولكني أعفُّ عن ذلك حتى لا أغرق في الذاتية الممقوتة عندي، ولكن ماينبغي التأكيد عليه هو وجوب التفريق تماماً بين الحُرية لصحفي محترف أيًّاً كان لونه السياسي، وبين التهاون مع “جزّار” الصحافة الذي يلبس عباءتها ويُخفي خنجره المسموم ويعيش آمن داخل بيتها ويُغرد في سربها دون أن يستوقفه احد ، فهذا ليس معقولاً أبداً، وما لايجب السكوت عليه… اللهم هذا قسمي فيما أملك..               

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

whatsapp
أخبار ذات صلة