يسرية محمد الحسن .. قادة سودانيون عظماء..!!

1٬075

بعد ان ترجل النقيب بول من اعلي الطاوله فاسحا المجال للجنرال كاربينو كوانين الذي تحدث حديثا عاطفيا معددا مآسي الحروب وخسارة الأرواح وتوقف عجلة التنمية في ربوع البلاد كافة الشئ الذي انعكس سلبا على مكانة السودان اقليميا ودوليا وجعل من دول الاستكبار العالمي تلقي بكل ثقلها الاستخباراتي والأمني وأجندتها علي نوافذ منصات إتخاذ القرار الدولي ضد السودان وتلك المنصات المعروفة والتي بيديها تحريك الأمم المتحدة ومجلس أمنها ومن وراء ستار ذلك لمصلحة دول بعينها لا تريد للسودان امنا او سلاما او ازدهارا مردفا بالقول : آن الاوان لتتوقف الحرب بالسودان وأن نتجه جميعا للعمل بجدية واخلاص لرفاهية شعبنا ونهضة بلادنا.. نحن وحكومة الشمال سوف نعمل في الفترة القادمة على تحقيق آمال شعب السودان.. صفق الجميع للكلمة الضافية للواء كاربينو بعدها اعتلى المنصة المشير الزبير محمد صالح والقى كلمة قوية تنضح صدقا وعزيمة واصرارا على تجاوز مرارات الماضي وتوجه الجميع لتحقيق الهدف الاكبر والاهم لبلادنا وهو السلام الشامل والعادل الذي يرضي كل الاطراف تحدث بعفويته المعهودة تلك وبلغته الدارجه البسيطة المحببة التي ميزته عن كثير من قادة السودان في عصر الحكومات الوطنية التي تعاقبت على الحكم بعد نيل السودان الاستقلال فكان حديثا من القلب الى القلب طمأن فيه الجانب الآخر بصدق النوايا للمضي قدما نحو تحقيق هذا الهدف الغالي والنفيس لتنعم بلادنا بالامن والاستقرار والازدهار وكمثل كل هذه المناسبات كانت المنصه تستقبل متحدثا من هذا الجانب ليعقبه آخر من الجانب الاخر وهكذا الكل يتغنى ويتغزل في السلام المنشود جل الصحافيون ومراسلو وكالات الانباء محلية وعالمية هنا وهناك الكل يجتهد للخروج بمادة دسمة ووافية تحكي كل الوقائع لهذا اللقاء النادر والمهم جدا في مسيرة السلام بينما اتجهت انا واشرف صوب مجموعة كبيره من صغار ضباط الحركة الشعبيه لتحرير السودان الذين انتحوا جانبا عن الكل وحين تفاجاوا بي والكاميرا نهض النقيب بول ساخرا ان نعطيه الكاميرا وبنظرات عينيه الف كلام وكلام وما فتأ يمسك طرف ثوبي وينظر اليّ وهو يتحدث ايّ كلام والسلام ! شعرت حينها ان الثوب السوداني يستفذه جدا داعبته بقولي عجبك؟ اديك ليهو هديه لزوجتك ! وكملدوغ الحية انتفض من كلامي البرئ قائلا تطلعوا هسي هنا نحرقو ليك طوالي!! يا الهي الى هذا الحد مملوءه صدورهم بالكراهيه تجاه الشماليين ؟ ما لهذا الاجنبي النجس يعبث بالشعوب الآمنة المطمئنة ويحيل حياتها الى جحيم !

كتمت مشاعر غضبي عنه وواصلت حديثي معه في جانب اخر قائلة باننا عرفناك نقيبا بالحركه واريد منك افادة عن انطباعاتك للزيارة وامانيك كجندي تحمل السلاح، ابتسم النقيب بول هذه المرة قائلا ما بقدر اديك اي كلام الا تعليمات تجيني من القائد الكبير يقصد كاربينو.. أومأت برأسي واتجهت صوب المكان الذي يجلس فيه كاربينو، كان لوحده يبعد عنه امتارا قليله المشير الزبير وقادة قواتنا المسلحة الباسلة وقد تحلق حولهم الصحافيون بمختلف انتماءاتهم المهنية، ألقيت عليه التحية باحترام شديد و ياللهول وياللغرابه المشهد يتكرر معي بتفصيلاته الدقيقة تماما ، كاربينو ينظر الي ثوبي نظرات اشمئزاز كبير تبينته من تقطيبة جبينه ونظرات عينيه التي تحمل لي كرها شديدا ربما لظهوري المتكرر في التلفزيون الحكومي ! ربما هو السبب وراء هذه النظرات البشعه والمستفذة، فانا لم ألتقيه ابداً وهذه هي المرة الاولى التي ألتقيه فيها وجها لوجه واتبادل معه الحديث فحين وجوده بالخرطوم مع رفيقيه د.لام اكول ود.رياك مشار التقيت بالاثنين في لقاءات مختلفة واجريت معهما مقابلات تلفزيونية للفضائية التي اراسلها ولم التقيه هو فقد التقيت بالدكتور مشار بمكتبه انذاك بالقصر الجمهوري اما د.لام اكول متعددة لقاءاتي به اخرها كان بمكتبه برئاسة وزارة الخارجية حين كان يشغل منصب الوزير الاتحادي بها اذن انا لم التقيك ايها القائد كاربينو كوانين فلماذا تكرهني اذن؟.. هكذا اسررته في نفسي وبصوت خفيض حين طلبت منه اصدار اوامره لضباطه للحديث الينا.. زجرني بقوة وما زالت نظراته الغريبة تخيفني قائلاً :  انا لو ما قاعد هنا الناس ديل كانو ا بضربوك ! يقصد قتلي.! يا إلهي لماذا؟ وماذا فعلت انا لتقتلني قواتك ؟. ااه تذكرت حينها ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ليست جيشا نظاميا فلا دستور ولا قانون يحكم هذه القوات هي قوات متفلتة ولا تأتمر بالامرة العسكرية المتعارف عليها لكل جيوش العالم النظامية ويغلب عليها الولاء القبلي وكثيرا جدا ما ترتكب هذه القوات تفلتات وحماقات فردية لا تعاقب عليها ككل الذي يحدث في مثل هذه الحالات في الجيوش النظامية المعروفة، اذن هي ورطة بكل المقاييس !. فحديث كاربينو لي كان صحيحا تماما وربما في اي لحظة ينقلب الوضع ماساويا وراسا على عقب ! متوقع ذلكم تماما وساعتها سيملأ سكون غابة مريال باي قعقعة السلاح،  لكنه من طرف واحد هذه المرة مستهدفا الوفد الحكومي رفيع المستوى وقائده الفذ الشجاع المشير الزبير محمد صالح نائب رئيس الجمهورية ذاك القائد النبيل الذي رفض ان تكون بمعية وفده ورجالات قواته المسلحة الباسلة طلقة واحدة وهو ذاهب الى ادغال الجنوب حيث مريال باي باحثا عن السلام …….غدا نواصل. ان شاء الله.

whatsapp
أخبار ذات صلة