عبد الحميد عوض.. أين حكمة(لقمان)؟

369
*الأستاذ الصحفي لقمان احمد، وحينما ترك وظيفته بهيئة الإذاعة البريطانية، تمهيداً لتقلد منصب مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، يبدو لي أنه ترك في لندن أيضاً كل القيم الصحفية التي اكتسبها أثناء فترة عمله بالمؤسسة العريقة من استقلالية وحياد وتوازن، كما يبدو لي أنه وبعد عودته للسودان، بحث عن جبته القديمة كإعلامي حكومي لا يتحرك إلا وفقا للتوجيهات الرسمية، و لا يتيح لنفسه فرصة الاجتهاد خارج الصندوق الذي ترسم حدوده السلطة، أو يُرسمه هو بمخيلته، اعتقاداً منه بأن ذلك ما يرضيها. كيف ولماذا وأين ومتى؟
*بعد تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تويتر عن عزمه شطب إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب،بث التلفزيون القومي برنامجاً على عجل ، للحاق بالحدث . البرنامج استضاف الزميلين ماهر ابو الجوخ وشوقي عبد العظيم، وقد أصابني ذلك بحالة من الإحباط واليأس على إعلام ما بعد الثورة، نتيجة السقطات المهنية العديدة، وعدم مراعاة القائمين عليه، ابسط قواعد العمل الإعلامي،التي يعلمها ويدركها من هم في ألف باء تاء ثاء صحافة وإعلام.
* إختيار ما هر وشوقي، عندي يمثل سوء في التقدير والترتيب، فالأول رئيس إدارة الأخبار والشئون السياسية بالتلفزيون، والثاني مقدم برامج في ذات المؤسسة، وما كان من المفترض وضعهما أو وضع أنفسهما في منصة للتعليق والرأي ببرنامج في تلفزيون يعملان فيه –ورغم احترامنا لارائهما -فإنها جاءت حادة ومنحازة للخط الحكومي وتعريضاً بخصومه، وقد خيب الزميلان الظنون بهما بعد أن ارتضيا الظهور بتلك الطريقة التي تقدح في مهنيتهما، وأفقدت الجهاز القومي استقلاليته وكان بامكان الاثنين-حسب معرفتي بهما – تجهيز ضيوف سواهما ولو عبر الهاتف، ولو اصرا على تلك الاستضافة الاوفق هو تقديم اضاءات تحليلية ومعلوماتية.
*شخصيا اتفق مع كل الآراء الواردة في الحلقة من تأييد وإشادة بما أنجزته الحكومة في موضوع إزالة اسم السودان كخطوة مهمة في طريق الانتقال الديمقراطي، لكن وجب علينا أن نعترف ونقر أن هناك سودانيين غيرنا لا يرون ما نرى، ولديهم تحفظات على ما تم، وجب علينا الاإستماع لصوتهم ،لأنهم من جهة جزء من هذه الكيان السوداني، ومن جهة أخرى هم جزء من مجموعة دافعي الضرائب التي تغذي التلفزيون برواتب موظفيه، لكن واه من لكن فات على إدارة التلفزيون كل ذلك، وبثت حلقة أحادية، تشبه تماماً حلقات وبرنامج التلفزيون في غابر أيام حكم المؤتمر الوطني التي نفرت كثير من السودانيين من الشاشة.
*سالت نفسي بعد أن انتابتني تلك الأحاسيس، أين لقمان أحمد ،مدير التلفزيون ومن كل ذلك العبث؟ فجاءت الاجابة بنهاية مقابلة ماهر وشوقي عبدالعظيم، اذ أتى رب البيت لقمان احمد، وهو يضرب بالدف، ويجلس في مكانهما كضيف مكملاً دوره في مسرح الرأى الواحد الأحد، وما يحزن أكثر أن الأستاذ لقمان يكرس كثير من جهده كمدير للتلفزيون لصالح برنامجه الخاص، تحت اسم، “حوارات البناء الوطني” ويفعل ذلك ولا يستطيع تقديم نموذج للبناء الوطني متعدد الأصوات و الآراء .
نقلا عن صحيفة السوداني
whatsapp
أخبار ذات صلة