اتفاق جديد بين السودان واثيوبيا ومصر لكسر جمود مفاوضات سد النهضة

641

الخرطوم “تاق برس” -اتفقت كل من القاهرة والخرطوم وأديس أبابا،  على عقد اجتماعات خلال الأسبوع الجاري، مع فريق خبراء الاتحاد الأفريقي راعي المفاوضات، لبحث أزمة سد النهضة الإثيوبي وكسر جمود المفاوضات المتعثرة.

وعقده وزراء الخارجية والري لمصر وإثيوبيا والسودان، اجتماعا بالخرطوم عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حسب بيانين لوزارتي الخارجية المصرية والري السودانية.

وبحسب بيان وزارة الري السودانية اطلع عليه”تاق برس”، فقد استعرضت الدول الثلاث خلال اجتماع التام الاحد مواقفها بشأن إمكانية التوصل إلى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات، في ظل التطور الإيجابي بتقديم الخبراء الأفارقة مذكرة اتفاق للدول الثلاث.

ورحبت الخرطوم بهذا التطور، واعتبرته غير كاف في ظل عدم تحديد دور واضح للخبراء في تسهيل التفاوض واقتراح حلول في القضايا المستقبلية” وفقا للبيان.

وكانت الخرطوم حذرت في وقت سابق اثيوبيا من بدء المرحلة الثانية لملأ سد النهضة قبل التوصل الى اتفاق ملزم.

ووضعت اثيوبيا السودان ومصر امام الامر الواقع حينما ملأت المرحلة الاولى لتشغيل سد النهضة دون التوصل الى اتفاق بين الاطراف حول حصة مياه النيل بعد فشبل جولات التفاوض السابقة.

وخلص الاجتماع حسب بيان وزارة الري السودانية إلى تبني مقترح الخرطوم بتخصيص هذا الأسبوع لاجتماعات ثنائية بين الدول الثلاث وفريق الخبراء والمراقبين.

وبحسب بيان وزارة الري السودانية فان وزيرة التعاون الدولي بجنوب أفريقيا جي باندورا طلبت ان تخصص هذه الاجتماعات لتحديد نقاط الاتفاق والخلاف بين الدول الثلاث، على أن تعاود الاجتماعات الثلاثية انعقادها يوم الأحد العاشر من يناير الجاري، على أمل أن تختتم المفاوضات بنهاية الشهر نفسه، وقبل انتهاء رئاسة جنوب أفريقيا لدورة الاتحاد الأفريقي.

وفي الوقت الذي تمسكت فيه الخارجية المصرية بأنه يجب التوصل لاتفاق ملزم قبل بدء المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة، وأن ذلك الاتفاق يجب أن يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، ويؤمن حقوق مصر ومصالحها المائية؛ أكدت إثيوبيا أنها لن توافق على أي صفقة بشأن السد تحد بأي شكل من الأشكال حقها في استخدام مياه النيل.

قالت وزارة الري الإثيوبية في بيان، بحسب الجزيرة، إنه تم الاتفاق على معظم القضايا المتعلقة بالتعبئة الأولى والتشغيل السنوي لسد النهضة، وأن الخلاف الرئيسي يكمن في الإرشادات المشتركة وقواعد ملء سد النهضة ومشاريع التنمية المستقبلية، لكنها في الوقت نفسه أعطت مساحة للدبلوماسية، بالتأكيد على استعداد أديس أبابا لاستخدام مسودة الاتحاد الأفريقي كوثيقة عمل واحدة للمفاوضات الثلاثية.

من جانبها، أكدت القاهرة ضرورة التوصل في أقرب فرصة ممكنة لاتفاق بشأن سد النهضة، وقبل بداية المرحلة الثانية من ملء خزان السد، وبما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، ويؤمن في الوقت ذاته حقوق مصر ومصالحها المائية.
وذكرت الخارجية المصرية -في بيان صحفي- أن الاجتماع خلص إلى التوافق على عقد جولة مفاوضات بين الدول الثلاث تمتد أسبوعا؛ بهدف التباحث حول الجوانب الموضوعية والنقاط الخلافية في اتفاق سد النهضة، وذلك بحضور المراقبين الذين يشاركون في المفاوضات والخبراء المعينين من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي، على أن يتم في نهاية هذا الأسبوع عقد اجتماع سداسي وزاري آخر برئاسة جنوب أفريقيا للنظر في مخرجات جولة المفاوضات الثلاثية.

وتوقفت المفاوضات منذ نوفمبر الماضي، بعد فشل جولات عدة في تقريب المواقف بين الدول الثلاث المعنية، خاصة بين إثيوبيا ومصر، فيما يتعلق بقواعد تعبئة وتشغيل السد، الذي يجري تشييده على النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية، بكلفة تزيد على 4 مليارات دولار.

وتعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث على مدار 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت وفرض حلول غير واقعية.

وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، في حين تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق؛ أحد روافد نهر النيل.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا، وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بأحد، وإن الهدف الأساسي من بناء السد هو توليد الكهرباء.

whatsapp
أخبار ذات صلة