صلاح الدين عووضه .. إيه ده ؟! حاجات تجنن ..

إيه ده ؟!

 

حاجات تجنن..

فكل شيء يبدو مجنوناً الآن..

أو ربما هو كذلك لأننا نحن المجانين..

أو أن كلا الجانبين لا يخلوان من جنون ؛ الأوضاع…والبشر..

فهذه أغرب فترة انتقالية تعقب ثورة شعبية في تاريخ بلادنا المعاصر..

كل شيء…وكل أحد…وكل مسؤول ؛ يبدو مجنوناً جداً..

ومناوي – بالأمس القريب هذا – عاد من رحلة إلى السعودية..

لماذا ذهب؟…وبماذا عاد؟…وماذا فعل؟…وبأي صفة سافر أصلاً؟…لا أحد يدري..

ثم لا أحد يسأل…ولا يسائل…ولا يتساءل..

فهو لا يشغل أي منصبٍ يخوله السفر باسم الدولة..

إلا إذا تخيلنا أمير مكة في زيارة إلى بلادنا باسم حكومة المملكة..

وفي هذه الفترة الانتقالية المجنونة ما من أحدٍ – من المسؤولين – يعلم ماذا فعل الآخر..

فالبرهان حين سافر لمقابلة نتنياهو كان من وراء ظهور الآخرين..

كانوا – سياديين…على تنفيذيين…على حاضنين – كالزوج الذي آخر من يعلم..

وجنوا جميعهم…ولم يدروا ماذا يقولون..

واضطر بعضهم إلى أن يظهر أمام الناس كذاباً ؛ ينكر أولاً…ثم يستنكر…ثم يبرر..

ومنهم حمدوك نفسه..

والذي – وجراء الجنون هذا ذاته – بدا كذاباً…للمرة الكام لا أدري…إزاء العلاقة مع العسكر..

فقد كان يقول أن العلاقة هذه سمنٌ على عسل..

وأنهم – كمدنيين – يعملون في تناغم تام مع المكون العسكري..

ثم – وعلى حين جنونٍ غير مفهوم – يخرج على الناس ليحدثهم عن تشاكس مهدد للانتقال..

ومريم تطير إلى جزر القمر لبحث أزمة سد النهضة..

وقبل أن نفيق من جنون الدهشة تدهشنا أكثر بزيارة إلى جزيرة أخرى مجهرية..

والسبب ؛ مشكلة السد أيضاً…فنُجن زيادة..

ما علاقة هذه الجزر – القمرية منها والمجهرية – بسد النهضة؟..

ولا أدري كيف عثرت مريم على هذه الجزيرة الميكروسكوبية أصلاً في خارطة أفريقيا..

وما علاقتها بأزمة سد النهضة لتبحث عن حلها هناك؟..

إنه بحثٌ لا يقل جنوناً عن بحث ديوجين عن الحقيقة بمصباحه في ضوء النهار..

وتتوالى مشاهد الجنون في الفترة المجنونة..

وتمتلئ العاصمة بجيوشٍ أكثر من جيوش الحلفاء التي ملأت برلين عقب هزيمة الفوهرر..

وينعدم الأمن…والأمان..

مع انعدام الإطعام من جوع…وهو المشهد الذي منَّ الله به على قريش..

ولجنة تفكيك التمكين تقوم بمهام الأجهزة الشرطية…والأمنية…والاستخباراتية..

نعم ؛ كتر ألف خيرها…ولكن هل هذه وظيفتها؟..

وعجائب جنون فترتنا الانتقالية هذه لا تنقضي…ومنها وجود 14 رئيساً للسودان..

عشرة سياديين – وازدادوا أربعة – يجلسون داخل القصر الرئاسي..

ثم لا يفعلون شيئا ؛ أو يفعل المكون العسكري وحده والبقية يبصمون…ولا يغضبون..

ولكن إن سُرقت نثرية أحدهم – المليارية – غضب…وصرخ..

والبرلمان يستعصى على التكوين ؛ بعد نحو عامين وهو ما زال عصيا…لماذا؟…و ليه؟..

ما المسؤول بأعلم من السائل…ولا أقل منه جنوناً..

وتنافسه في الاستعصاء هذا المحكمة الدستورية…رغم إنها من مطلوبات شعار الثورة..

بل والشعار الأعظم لها (حرية…سلام…وعدالة)..

ووعود حمدوك إزاء هذين العصيين تذكرنا بوعود المخلوع بعدم الترشح ؛ في كل مرة..

إيه ده…وإيه الجنون ده كله؟..

المواطن يُطالب بالمزيد من الصبر…والمزيد من الصرف..

الصرف على الحكومة عبر رفعٍ متلاحق للدعم…وهو عاجز عن الصرف على نفسه..

ثم يُفاجأ المواطن المسكين – المجنون – بفارهات إضافية للوزراء..

وإياك أن تسأل…أو تحتج…أو تتكلم..

فهذا طريقٌ يقودك إلى نفق الاتهام بالكوزنة…والفلْوَلة ؛ من الفلول..

وأثناء سيرك في النفق هذا – دون أن يلوح ضوءٌ في نهايته – يٌسمعونك نغمةً تطربك..

أو تجننك أكثر…فأكثر..

نغمة (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)..

وعندما يلفك ظلام النفق بالكامل يلف عقلك ضبابُ الجنون..

فتردد ما هو أشد غرابةً من (كلك وارن لو)..

تردده في شكل تساؤلات مجنونة هي نفسها…رغم مشروعيتها…ومعقوليتها…و منطقيتها..

ومنها : لماذا – إذن – كان هتاف (جوعت الناس…يا رقاص)؟..

ولماذا كانت انطلاقة شرارة الثورة – في عطبرة – بسبب الخبز هذا؟..

ولماذا كان احتجاج بعض الحاكمين الآن على الإنقاذ – وبشدة – كلما رفعت الدعم؟..

وحجتهم في ذلك أن الشعب مضغوط..

ثم يمارسون عليه – حالياً – ضغطاً أشد قسوة…ورفعاً للدعم أكثر عنفاً..

بل وبرمجةً للكهرباء – والمياه – أسوأ قطعاً؟..

لماذا يبشرونه باستقرار في خدمتي الكهرباء – والمياه – هاتين إذا زيدت عليه تعرفتهما؟..

وتقع الزيادة…وبنسبة (500%)..

ثم يكون مصيره ؛ لا كهرباء…ولا مياه…ولا حتى خدمة بلاغات ذات جدوى..

علماً بأن تكلفة الخدمة هذه نفسها أمست على المواطن…تخيل..

طيب ليه؟…..وليه؟…..وليه؟..

ليه بطول – وعرض – كلمتنا هذه ؛ من بداياتها…وحتى خواتيمها..

أسئلةٌ لا تمني نفسك بإجابات – عاقلة – عنها..

إلا بقدر ما تمنى محشش قصر الاتحادية ذاك – بمصر – أن يجيب أحدٌ عن أسئلته المجنونة..

ونستعيرها الآن لنعبر بها عن واقعنا المجنون..

يا برهان…ويا حميدتي…ويا حمدوك…ويا مناوي…ويا جبريل…ويا مريم:

أنا فين؟…وانتو مين؟…وحاصل إيه؟..

وإيه ده ؟!.

 

 

بالمنـــطق
صلاح الدين عووضه
الحــــراك
5/7/2021