يسرية محمد الحسن .. عرس ضُحى و إيثار .. !!

378

لملمت إقبال ملابسها ودمعها الهطال قد بلل ملابسها .. رمت بنصف ثوبها على رأسها وكتفيها، ونصفه الاخر على الارض ولم تبال بتوسلات ابنتها العروس ضحى بل عاجلتها بقولها وهي (ترزع الباب) خلفها (خلي ابوكي يتموو ليك)!!

ضحى شابة جميلة تقدم لخطبتها ابن عائلة محترمة، وافقت الأسرة (متوسطة الحال) على العريس الـ(لقطة)، فقد ارتبط بضحى عاطفيا وهما في نهاية عامهما للتخرج من الجامعة بقصة حب عفيفة وبريئة كانت حديث الشباب بالجامعة.

وفى أحمد بوعده وتقدم وأهله لطلب يد “ضحى” من اهلها الذين وافقوا عليه، حدد موعد الزفاف، العادات المستحدثة في مجتمعاتنا مؤخرا والتي تتبعها العائلات ويحاكين فيها بعضهم البعض في مظهر لـ(الشوفونية) يثير الشفقه والاشمئزاز في آن واحد .. النسوة يتبارين في إظهار مقدرات أسرهم المادية، في ما لا ينفع ويكون ضرره أكبرعلى العروسين الذين ربما يظلان ولسنين عددا يدفعان ثمن حماقات نسوية لا فائدة مرجوة من وراءها.
اقبال والدة ضحى (راسا وألف سيف) ان يكون العرس كعرس صفاء ابنة عمة ضحى، المغترب زوجها باحدى دول الخليج الثرية جدًا ولمدة 30 عامًا.

والد ضحى احمد موظف على قدر حاله باحدى مؤسسات الدولة بالكاد يعول أسرته ويصرف على البيت والعائلة، بينما خلاف اقبال الاخير معه في رفضه لطلبها بيع قطعة الأرض الوحيدة التي يمتلكها، لعل وعسى ان يفتح الله عليه يوما ويبني (راكوبة) حتى، تأويه وأبنائه وزوجته بعد بلوغه المعاش.
أحمد والد ضحى يرفض مبدأ بيع قطعة الأرض واقبال زوجته تصر على ذلك حتى تفي بمتطلبات عرس (جهبوز) يكون حديث الناس والحلة، واحمد يصر على عدم طاعة زوجته ويصر على تزويج ابنته بـ(الفاتحة والساهلة) وبالبيسط امتثالا لقول نبي كريم “اقلهن مؤونه اكثرهن بركهة”
في ليلة زفاف إيثار ابنة زميلينا “عيساوي وسهام” وبعد ان تشاركنا معهما العشاء البسيط والمشبع خاض جميع الزملاء بمن فيهم شخصي في تفاصيل العرس والحفل الجميل وبسيط وكيف ان كل شي بسيطا وجميلا ورائعا، قص علينا الزوجان الحكيمان ورائعان قصة زواج إيثار فهي خريجة جامعية وزوجها زميلها ومن اسرة عريقة ومعروفة، تقدمت أسرة العريس لطلب يد البنت من والديها اللذان وافقا بعد استشارة ابنتهما ليبدأ تحديد موعد الزفاف وما يتطلبه من مال و و و ..

يقول عيساوي اتفقت مع سهام وإيثار على تبسيط اجراءات العرس الي اقصى حد وذلك لتوفير المال ليستفاد منه في “تأثيث” بيت الزوجيه للعروسين و تضيف سهام والدة العروس وبالورقة والقلم كان ان خططنا لكل شيئ مع العريس واهله  تخطيطا واعيا جميلا ورائعا، انعكس كله على شكل الحفل وملابس العرسان والعشاء والمكان والمعازيم الذين انبهروا بالجمال المترع في كل جانب …

العروس الجميلة في ثوب أبيض طويل ناصع وراقٍ،  كذلك لبسة العريس؛ أناقه متناهية في بساطة مدهشة!!

اجمل لقطات الحفل؛ حين إعتلى الوجيه الشاعر الرقيق والجميل تجاني حاج موسى خشبة المسرح؛ وصدح باغنيته نصًا ولحنًا والتي كان يؤديها الفنان زيدان ابراهيم
واعقبها باغنيته الخالدة “ياجمال دنيانا” التي أداها الفنان الذري إبراهيم عوض.

تقدمت وزميلتي الجميله رفيقة الدرب “ايمان احمد دفع الله” لنقدم فقرات برنامج صنعناه لادخال البهجة في نفوس العروسين والمعازيم، وكانت جلها طلباتنا للمبدع المفن “تجاني حاج موسى” بالقاء بعضًا من قصائده الخالدة، مفردات جزلة وأبيات شعر تضج بالصور البلاغية عميقة المعاني آسرة الدلالات، أغنيات خالدات تغنى بها كبار الفنانين، زيدان ابراهيم، ابراهيم عوض، محمد ميرغني، كمال ترباس، عبد العزيز المبارك، خوجلي عثمان، وآخرين.

أتى من بين الصفوف الرائعون حجازي ابراهيم عوض، شكر الله، هاشم علي، علاء الضي، والصحفي صلاح عووضه، وآخرون يرددون مع تجاني اغنياته الخالدات في مشهد “عرس ما منظور مثيلا” …!!

وكانت ليلة بـ(ألف ليلة) و”جلسة ما منظور مثيلا” وزواج مبارك يسجل في ذاكرة ونافذة التاريخ لابوين مثاليين يشكلان قدوة للاباء والأمهات ليحزو حزوهم،  اما ضحى المسكينة فقد كانت ضحية لرغبة والدتها الجامحة في الـ( شوفونية) واصرارها على زوجها المسكين والد ضحى ببيع قطعة الأرض الوحيدة (عوينة أم صالح).

تفرتقت الزيجة وغرق العاشقان في دموع الأسى والحزن، وليت سهام الخواض كانت أمًا لـ(ضحى) ..!!

whatsapp
أخبار ذات صلة