مستشار حمدوك السابق يحذر من عودة “الشيكونغونيا” للشرق وتفشي وباء الكوليرا

44

الخرطوم – “تاق برس”- حذر أمجد فريد المستشار السابق لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، من تفشي الأوبئة خلال الشهرين القادمين، خاصة الكوليرا بشرق البلاد في كسلا وبورتسودان، في ظل انشغال السلطات الصحية بجائحة كورونا.

وقال فريد في مقال بثه على موقع “سدان سين” إن جزءا أساسيا من التعامل المبكر هو القدرة على توقع الانتشار الوبائي بشكل مسبق وهو ما أصبح يعرف بنموذج توقع المخاطر “Forecast Risk Model”.

وأكد وجود عدد مقدر من العوامل التي تجعل المختصون يتوقعون انتشار وبائي كبير للكوليرا أو الاسهالات المائية والملاريا والحميات النزفية في شهري أغسطس وسبتمبر.

وأشار إلى ازدياد معدل الأمطار وفقا لموقع الإيقاد للتنبؤات الجوية واحتمال زيادة الفيضانات في أغسطس ما يخلق بيئة مواتية لتوالد الحشرات النواقل لجرثومة الكوليرا خاصة مع تراكم النفايات بالخرطوم جراء ذبائح العيد وسوء التخلص منها.

وقال أمجد فريد الطيب أنه وبالنسبة للحميات الأخرى المنقولة بواسطة من البعوض وخصوصا الحميات النزفية “الصفراء ودينق والوادي المتصدع والشيكونغونيا” والتي شهدنا انتشارها مرارا وخاصة بولاية كسلا، فهذه لا سبيل أفضل غير الوقاية منها بالرش المبكر للقضاء على البعوض الناقل ومنع توالده بتجفيف البرك الراكدة.

وأشار إلى أن العلاج من الحميات النزفية بطبيعته صعب ولا يوجد ما يمكن تقديمه غير مخفضات الحرارة والسوائل الوريدية مثلها مثل الكوليرا أيضا”.

وحذر من انشغال وزارة الصحة بالتعامل مع جائحة كورونا بشكل كبير خصوصا وأن موجتها الثالثة بدأت تضر بالسودان بشكل يتوقع له أن يكون متزايد في الأشهر القادمة، متجاهلة وبائيات الخريف التي قد تكون على نفس مستوى الخطورة إن لم تكن أخطر في هذا الفصل ما يستدعي الاستعداد والعمل على التصدي لها”.

وشدد أن الحكومة مواجهة وبشكل عاجل وفي غضون أيام بضرورة تشكيل فريق عمل يتولى مراقبة الوضع والاستعداد له، يضم وزارات الصحة والرعاية الاجتماعية والداخلية ممثلة في هيئة الدفاع المدني والمجلس الأعلى للبيئة بالإضافة لممثلي حكومات الولايات الأكثر تضررا.

وذكر أن فريق العمل مطالب بوضع خطة تتضمن الاستعداد لآثار الفيضان والحد منها بإقامة التروس وإصلاح وإعادة التأهيل العاجل لمجاري تصريف المياه، والاستعداد لمهام الايواء والاعاشة للمتضررين والنازحين من الفيضان.

وأشار الى أنه وضمن هذه الخطة ينبغي اعداد وتنفيذ خطة عاجلة لإصلاح البيئة في ولاية الخرطوم والولايات المجاورة تتضمن تجفيف البرك الراكدة، وتنظيف النفايات المتراكمة والاشراف على التخلص منها بشكل سليم والتحضير لحملة رش تبدأ خلال عشرة أيام إلى أسبوعين وتستمر بشكل دوري حتى نهاية سبتمبر، ما يتطلب استعداد لوجستي ومادي كبير وعاجل.

ودعا فريد الى التأكد من جاهزية المرافق الطبية للتعامل مع الحالات العاجلة وبالتحديد الكوليرا والتأكد من وجود مخزون كافي من السوائل الوريدية وبالتحديد الـ(Ringer Lactate).

ونوه إلى أنه يمكن حساب الحوجة المتوقعة منه بحسب توقعات عدد الإصابات بالأمراض المتوقعة وهذه لديها معادلات واضحة يعرفها متخصصي الوبائيات.

ونصح بإضافة 10% للحوجة على أن تتزامن معها حملة تثقيف صحي واسعة حول أساليب الوقاية من الكوليرا والتخلص من البعوض.

whatsapp
أخبار ذات صلة