سائقون بلا فرامل- الطاهر ساتي
:: بالجزيرة مباشر، شاهدت كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، يدافع عن وثيقة دستور المحامين المترجمة، و أيقنت أن المجلس المركزي لقوى الحرية لا يتقن تقديم البدائل، و أنه كالصبي الذي جاء به رجل أعمال ليعمل في متجره (بائعاً)، ثم نصحه بأن يكون مخلصاً ومحباً لعمله وصادقاً مع الزائن، مع ضرورة تقديم البدائل في عدم توفر بعض السلع؛ فاستوعب الصبي النصح.. وعندما جاء أحدهم طالباً معجون أسنان، رد الصبي بمنتهى الصدق والإخلاص و الرغبة في تقديم البديل : (والله ما عندنا معجون، لكن عندنا صنفرة.. بتنفع معاك؟)..!!
:: كمال عمر لا يصلح أن يكون بديلاً لوجدي صالح في (السواقة بالخلاء)، و هذا ما يجب أن ينتبه إليه المجلس المركزي لقوى الحرية.. فك الله أسر وجدي، بحيث يكون حُراً طليقاً كطيف النسيم، حتى نستمتع بخطبه الحماسية، ومن الخطأ أن يكون بديله كمال عمر..فالشاهد، وجدي يتقن فن (الطلس)، وخاصة حين يُغلفه بالكثير من المحسنات اللفظية و البديعة و المعنوية والسياسية، و العجب حين يغلف الخزعبلات بقسم البعث العظيم، وهذا ما لا يعرفه كمال عمر، فـ(غيّروه)..!!
:: المهم، شاهدت كمال يدافع عن وثيقة المحامين المترجمة، وهذا حق مشروع.. ولكنه لم يكتفِ بالدفاع عن الوثيقة، بل زعم أن رئيس المجلس السيادي ونائبه وقعا عليها، بحيث تكون دستور البلد في المرحلة المقبلة، وهذا غير صحيح.. لو وصلت تسوية الغرف المظلمة – بين العسكر والمجلس المركزي – لمرحلة توقيع البرهان وحميدتي – والبرير و بابكر فيصل و خالد عمر و طه عثمان – على الوثيقة، لامتلأت قاعة الصداقة بالنشطاء والمبعوثين والسفراء و أبي أحمد، أو كما حدث في تلك الشراكة..!!
:: ثم أن الدساتير تختلف عن عقود بيع عربات – كرين بحري – بحيث لا يتم التوقيع عليها كما يزعم كمال، فالدستور عبارة عن حصاد اتفاقيات و تسويات سياسية بين المكونات المختلفة، ويتم اعتماده بالبرلمان المنتخب أو التشريعي المُعيّن أو بالاستفتاء دون توقيع زيد أو عبيد، ثم يوقع عليه رأس الدولة ويُوضع في الجريدة الرسمية (الغازيتة).. وعليه، ربما اكتملت تسوية السياسية بين العساكر والمجلس المركزي، وربما وقّع البرهان وحميدتي على (تسوية ما)، ولكن يُخطئ كمال- و غيره- لو ظن أن التسوية الثنائية هي (الدستور الانتقالي)..!!
:: لقد تمايزت الصفوف وفي الساحة أربعة تحالفات.. تحالف المؤيدين لدستور المحامين، وهم أحزاب المركزي الأربعة والشعبي و أنصار السنة والاتحادي الأصل جناح الحسن وبعض لجان المقاومة ..ثم تحالف الكتلة الديمقراطية، وهي قوى الكفاح المسلح والاتحادي الأصل جناح جعفر والأمة الإصلاح والتجديد وبعض لجان المقاومة، و آخرون .. ثم تحالف نداء أهل السودان، و هم الإسلاميون وبعض أحزاب البرنامج الوطني والطرق الصوفية والإدارات الأهلية.. ثم تحالف التغيير الجذري الذي يقوده الحزب الشيوعي و بعض لجان المقاومة ..!!
:: وعليه، فما يتم الاتفاق عليه بين البرهان وتحالف القوى المؤيدة لدستور المحاميين سيبقى (بينهما)، لحين الاتفاق مع التحالفات السياسية الأخرى، ما عدا المؤتمر الوطني، أو كما يرددون.. وبالمناسبة، طالما تحالف النشطاء مع المؤتمر الشعبي، وهو الأب البيولوجي والروحي للمؤتمر الوطني، فإن ملازمة ما عدا المؤتمر الوطني لم تعد ذات قيمة أو معنى، ونوع من (السواقة بالدقداق).. ما الفرق بين كمال عمر و كمال عبيد، بحيث يكون أحدهما (فلولاً مقصياً)، و الآخر ناطقاً باسم المجلس المركزي؟.. ليس هناك أي فرق، و لكن لله في مبادئ النشطاء شؤون..!!
Alyoumaltali.net