البرهان يكشف سبب تأخر توقيع الإتفاق السياسي بين العسكريين والمدنيين ويقترح الحلول ويحذر من عراقيل ومكائد ومحاصصات ويدعو للمغادرة
الخرطوم تاق برس- دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القوى السياسية والوطنية بالبلاد لتغليب المصلحة الوطنية بتقديم تنازلات متبادلة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والعيش الكريم.
وقال رئيس مجلس السيادة انه في حال فشل الجميع في تحقيق اكبر كتلة من التوافق الوطني تقود البلاد والتغيير، يجب علينا إفساح المجال لغيرنا وأن نغادر جميعا المشهد السياسي لأننا ضيعنا أربع سنوات، نكرر فيها نفس الحديث، ولانرضى بقبول الآخر.
وأضاف “هناك تأخير في الاتفاق السياسي بسبب بعض التفاهمات المتعلقة ببند الإصلاح العسكري والأمني ونتمنى أن نتجاوزها بأسرع وقت ممكن ونتخطى العقبات الموضوعة أمامنا”.
وأكد البرهان خلال مخاطبة مأدبة إفطار رمضانية، أقامها عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن ياسر العطا بحضور قيادات بمجلس السيادة وقوى سياسية ودبلوماسية بمقر إقامته بمدينة المهندسين بأمدرمان، عدم وجود أي سبب للصراع الحالي.
وأضاف: نريد أن نعمل سويا من أجل إنتقال سياسي حقيقي يشعر به الشعب.
ودعا البرهان كل القوى السياسية إلى “الجلوس والتفكير في الوطن وعدم التمترس في المواقف والجري وراء المحاصصات الحزبية”.
وقال البرهان نحن إبتدرنا العملية السياسية وملتزمون بها حتى نخرج البلاد إلى بر الأمان.
واضاف ” توجد متاريس هنا وهنالك وتعنت مخالف لرغبات الشعب السودانى.
وشدد على ضرورة أن يضع الجميع ايديهم مع بعض حتى يتم العبور بأمان من هذه المرحلة الإنتقالية.
وأضاف ” َلن يستطيع شخص بمفرده تحقيق ذلك”. وجدد رئيس مجلس السيادة موقف المؤسسة العسكرية بعدم السماح بالرجوع للوراء والى ما قبل ١١ أبريل٢٠١٩ “الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير”
وبشر بقرب التوصل لإتفاق يعبر عن كتلة انتقالية كبيرة ومتماسكة تمضي بالفترة الإنتقالية الى نهاياتها.
وزاد ” عامل الزمن ليس في صالحنا وكل يوم نتأخر فيه، تظهر المكائد والعراقيل أمامنا من خلال التحريض والكذب وإختلاق قصص غير موجودة على أرض الواقع بقصد إثارة الفتن.
واكد البرهان أن هناك تأخير في الوصول إلى اتفاق بسبب بعض الأمور التي تتعلق ببند الإصلاح الأمني والعسكري.
ودعا لتجاوزها بالسرعة اللازمة.
والاربعاء الماضي، اعلنت قوى الحرية والتغيير” إرجاء توقيع الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مقررا، الخميس، بسبب المباحثات المشتركة بين الأطراف العسكرية.
وهذا هو التأجيل الثاني لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي الذي كانت الأطراف اتفقت على توقيعه، في 6 أبريل الجاري، بعد أن كان مقررا مطلع الشهر نفسه، بسبب خلافات بين الجيش و”قوات الدعم السريع”.
وقال البرهان ان القوات المسلحة مؤسسة راسخة لاتسعي لاثارة الفتن أو اشعال الحروب.
وزاد “صبر قادة المؤسسة العسكرية وتحملهم الكثير من العراقيل ربما يفسره البعض بالضعف ولكننا نصبر من أجل تحقيق طموحات الشعب السوداني، وهدفنا ان نقود البلاد الي دولة ديمقراطية مدنية كاملة يكون الجيش فيها بعيدا عن السياسة ، وواجبه فقط حماية الوطن.
إلى ذلك دعا عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن ياسر العطا الجميع للإلتفاف حول مطلوبات الوطن ومستقبل الأجيال القادمة مهما كانت التضحيات.
وقال ان بناء الوطن يتطلب المسؤولية والإرادة والحكمة والرشاد لقهر المستحيل تحت شعارات المساواة بين ابناء الوطن الواحد دون إقصاء أو تعنت.
وقال إن جروح الوطن نازفه تحتاج لكل الأيادي الثورية والنضالية والسواعد لبناء وطن حر ديمقراطي، ونبذ العنصرية والجهوية والقبلية والمناطقية وخطاب الكراهية والنأي عن الخلافات الثانوية، بإعتبار أن الجوهر متفق عليه من الجميع، وهو تأسيس دولة مدنية ديمقراطية تسودها الحرية والسلام والعدالة.