بِغم : محمد عبد الماجد يكتب.. نتيجة مباراة البرهان حميدتي (جارية الآن) !!

2٬307

بغم
نتيجة مباراة البرهان حميدتي (جارية الآن) !!
محمد عبد الماجد
في الدوري الانجليزي المنافسة حامية الوطيس بين الارسنال المتصدر بفارق (5) نقاط وبين الوصيف مانشستر ستي. وفي الدوري الاسباني برشلونة تتقدم بفارق (12) نقطة من المنافس التقليدي ريال مدريد. اما في الدوري الايطالي فان الامور تبدو قد حسمت لفريق نابولي الذي يتقدم بفارق (20) نقطة من اقرب المتافسين له. باريس سان جيرمان قد لا يجد مشقة تذكر في الفوز بلقب الدوري الفرنسي رغم تعثراته الاخيرة في الدوري.
في السودان وهذه قفزة في الظلام رغم استقرار التيار الكهربائي في شهر رمضان (الديربي) الذي يخطف الاضواء ويجد متابعة اكبر ليس هو ديربي ام درمان الشهير (هلال مريخ) وانما هو ديربي (البرهان حميدتي) وان كان يلعب علي طريقة (شليل وين راح) وشليل الذي راح هنا هو السودان ، اما اللقب او الكأس الذي يتنافسون عليه فهو (الكرسي).
السودان يكتم انفاسه على طوابير استعراض عسكرية تشهدها الخرطوم تبدو اقرب الي (التسخينة) التي تسبق المباراة.
جمهور الفريقين ..احدهم يهتف للفلول والاخر للثورة والحرية والتغيير تترقب وتنتظر.
دفاع (الفريق) حميدتي يخشى الطلعات الجوية وهجوم (الفريق) البرهان يفتقد للمهاجم القناص.
الفريق الاول (الدعم السريع) تقوده المدرسة الثورية التي تقوم على اصلاح وهيكلة الجيش ، بينما نجد الفريق الاخر (القوات المسلحة) تحت قيادة فنية تعود للمدرسة (الاسلامية) التي تطالب بالتعجيل بالدمج.
يعتمد حميدتي على الهجمات المرتدة السريعة ويلعب البرهان على الارسال الطويل.
مباراة البرهان حميدتي قد ينتصر فيها فريق على الاخر ..لكن في كل الاحوال فان الخاسر الاول سوف يكون (الوطن).. هذه المباراة لا فائز فيها لان (الشعب) هو الذي يخسر.
اذا كان الفلول يعتقدون ان سيطرة الجيش وهيمنته على السلطة تعني عودتهم فهم واهمون. وان كانت الحرية والتغيير تعتقد ان انتصار حميدتي انتصار لهم فهم يعيشون في الوهم ذاته.
الذي يشعل نار الفتنة يكون دائما هو اول من يحترق بها ، نار الفتنة عندما تشتعل لا تستثنى احد ، حتي من اشعلها لا يسلم منها.
اذا تحول الصراع حول السلطة الي صراع عسكري عسكري، فذلك يعني اننا نقدم تجربة اليمن وسوريا في السودان، واذا حدث ذلك فان السودان سوف يتصدر الاخبار العالمية في الدمار والخراب ، وسوف تكون اخبار اليمن وسوريا مقارنة باخبار السودان بمثابة الاخبار الرياضية.
العالم الذي يسعى اليكم ويبدو شغوفا بكم اذا اشتعلت الحرب في السودان لن يكون عنده لكم غير الشعور بالقلق إزاء ما يحدث في السودان وسوف تجد الكثير من الدول فرصتها في السودان لتحقيق مطامعها واهدافها في ارض الذهب. وسوف تطالب امريكا والدول الاوربية من رعاياها مغادرة السودان. هذا كل ما يستطيعوا ان يقدموه لكم.
حتي الدول الصديقة سوف تكتفي بتوخي الحيطة والحذر.
لا احد يهمه مصلحة هذا الوطن غير السودانيين انفسهم ، لكن للاسف الشديد من بعمل الآن على خراب الوطن ودماره هم اهل السودان وهم من يدعون البحث عن مصالحه والعمل من اجله.
اذا كان هذا الوطن ونحن في حالة سلم نعان فيه ونعيش عليه حياة صعبة واوضاع معقدة ، كيف سيكون حالنا في حالة الحرب?
لا يحتمل الوطن نزيف اخر .. ما تبقي من دماء لا تهدرونها في الحرب… اهدرنا ما فيه الكفاية في السلام!!
هذه المباراة الجارية الآن بجب ان تتوقف . حتي وان كانت هي الآن في مرحلة الاستعراض العسكري.
الذين يصلون الي اهدافهم عن طريق الحرب حتي وان كانت ضد الاعداء لا يستحقون الحياة فكيف ان كانت تلك الحرب يرتبون لها لكي تكون بين ابناء الوطن الواحد.
النتيجة الآن 4/صفر لصالح اعداء الشعب.
الامر الغريب والمدهش ان رجال الدين ونحن في شهر رمضان مشغولون كليا نحو الهجوم علي (شيخ الرفاعي) ومسلسل (ود المك) والبلد تغرق امامهم.

whatsapp
أخبار ذات صلة