يسرية محمد الحسن : الزول اب كرفته !!
اللفة الاخيرة
يسرية محمد الحسن
الزول اب كرفته !!….
مهما تجولت في اركان الدنيا الاربعه صدقني عزيزي القارئ لن تجد ابدا شعبا كشعب السودان ! في زمان غير ببعيد كانت امه الله تمتلك سيارتين احداهما علي الزيروو والاخري يابانيه ( حنينه ) ماركه داتسون السيارتان صناعه يابانيه وقد امتلكت الاولي هديه من زوجي وقد كانت تخصه ويتنقل بها لسنوات حتي رزقه الله باخري جديده اما الثانيه فقد تملكتها بحر مالي نظير مراسلاتي لوكاله الاسوشيتد برس مكتب لندن ( اذاعه وتلفزيون ) الشاهد كنت افضل السياره الداتسون علي الكوريلا الحديثه حيث اعطالها خفيفه ونادره الحدوث للدرجه التي كنت حين ارخي السمع وهي ( تئن )! اعرف من فوري علتها ! وعند وقوفي بها امام ( فايز ) الميكانيكي الشاطر في امتداد ناصر الذي يتخذ من منزله ( ورشه) لتصليح السيارات وقبل ان يقوم هو بفتح ( الكبوت )! اكون قد حددت له العله بالضبط وموضعها !!. (في ذات يوم وفائز هذا الخجول جدا ومهذب جدا جدا وفي حاله ( النائم ك النعسان)! حين وقفت بسيارتي (الحنينه وسكره ) امامه واخذت اشرح ما هي العله اذا بي وعلي غير عادته في الحديث معي يصرخ بوجههي قائلا ( طيب ماتجي انتي تقعدي في الورشه دي اقلوا تلقي ليك قرشين بدل شغلتك المهببه دي )! ضحكت من كل قلبي لاني اعرف اني استفذيته كثيرا في شئ هو من صميم خبرته الطويله والممتازه ..السياره الاخري الكوريلا و (فخمه) ماكنت لاستعملها الا للشديد القوي ! خوفا عليها وايضا ادخرها لعائدات الزمن !!. مر الزمن مرور الكرام ( شئ مخيف حقا تعاقب السنوات ك لمح البصر )! وفكرت في ضروره تملكي منزلا ولو بسيطا ومتواضعا (علي قدر قروشي)! وفي ذياك الزمان الباهي ونضر كان الجنيه يساوي قيمته (التسعينيات) ! توكلت علي الحي الذي لايموت وبسم الله ماشاء الله تم بيع السيارتين وقد كان مبلغا محترما استطعت ان اتملك به منزلا صغيرا في حي شمبات بالخرطوم بحري ( بعد ان زيد بما تيسر حينها)! منذ ذلك الحين وانا اتنقل بالمواصلات العامه كالسواد الاعظم لاهلنا الكرام عن المواصلات العامه الحديث يطول ويطول نمازج مختلفه من البشر وتستطيع بدون مبالغه ان تألف كتبا عن هذه الشرائح ( الضعيفه ) التي تناقش كل شئ في الحافله او الهايس بدءا من الطقس وتقلباته مرورا بالجنيه الذي فقد قيمته ( وعام وغرق ) ! وبالمعيشه الغلبت الناس وبل في السياسه اذا اردت ان تتعرف علي رأي الاغلبيه الصامته او المسحوقه فخصص ثلاث ايام وتنقل بالحافلات ليدهشك ماتسمع وماتري ! الاطاري هذا قتلوه بحثا وتشريحا مع اختلاف الاراء للدرجه التي تتوجس خيفه ان استمر النقاش بهذا الحماس ان تشتبك الايادي وتتعارك ! اما كلمه اسكت انت كوز او فلول فهذه اصبحت من العلامات البارزه للرحلات العامه اليوميه !هذاه صوره واحده مقتضبه لما يحدث وبصوره يوميه في المواصلات العامه وهناك من الصور الرائعه جدا في تقدير ظروف الناس وحملهم دون سداد قيمه التذكره لا تحصي ولا تعد وبعضها من الطرف يحمل الكثير ! غالب من يتحصلون قيمه التذاكر شباب صغار في السن بعضهم (بجح) وشرير لكن الاغلبيه تعمر قلوبهم بالانسانيه.. ذات رحله من الرحلات هذه وعند توقف الحافله التي كانت تقلنا الي ام درمان وهي في العاده كثيره التوقف لينزل راكب ويصعد اخر اذا ب (الكمساري) يصرخ في احد الذين صعدوا حديثا علي الحافله.. يازول انت ماكان تقول من تحت ماعندك قروش مش بعد تركب وتقعد تقول ماعندك ! هسي الزول اب كرفته القاعد قدام داك قبال يركب ونحن في الواطه قالي ماعندي قروش!! الاول من امس هاتفني المخرج الالمعي مخرج الروائع التلفزيوني الاستاذ شكر الله خلف الله يطلب مشاركتي في سهره الجمعه الماضيه علي الهواء مع الالرقم الاعلامي الكبير الاستاذ علم الدين حامد يقدم السهره الدكتور مدير اداره المذيعيين بالتلفزيون القومي نادر احمد الطيب وقد كان وقدمنا السهره لم انتظر الترحيل لسبب بسيط فهو يتأخر كثيرا حيث منازل الزملاء ولم اصدق ان نادر سيذهب الي حي كافوري بليله هذا لخلع ضرسه الذي حرمه النوم طويلا كان الطبيب كل دقيقه يتصل علي نادر ان الوقت ازف ! حدثته ان نصل معه انا ومرافقتي لننزل عند لفه كافوربي حيث مواصلات الحاج يوسف تكثر في هذا الشارع ليلحق هو بالطبيب.. وقد.كان ودعناه واستوينا امام الاسفلت في انتظار حافله تقلنا الي وجهتنا سالتها.. يابت معاك قروش؟ لاني لم اتذكر ان احمل محفظتي بحسبان ان ترحيل التلفزيون سيقلنا الي المنزل ولا احتاج اصلا للمال ! وكانت المفاجاه التي جرائها كاد ان يغمي علي.. والله مامعاي قروش !! هنا اسقط في يدي وما الحل هذا الشارع وان وقفنا حتي الصباح لا تأتي سيارات الاجره وهاتفي تركته بالمنزل لكنت طلبت ترحالا وزوجي ليس بالمنزل اليوم مع والدته مبيت !! توكلت علي الحي الذي لايموت واشرت لاحدي الحافلات نزل الكمساري اشرت عليه باصبعي ان تعال هنا !! اسمع يا ولدي ان واختك دي ماعندنا قروش !! هالني تبسمه في وجهي.. اركبي ياخاله !! لم اكن اعرف حين صرخ ذاك الكمساري علي الراكب ذاك مستنكرا عليه عدم ابلاغه قبل ركوبه الحافله واستشهاده ب اب كرفته الراكب قدام.. اني واب كرفته هذا في يوم من الايام.. في الهوا سوا !!…