خالد عمر يرد على اتهامات للحرية والتغيير بتبني موقف وتوفير غطاء للدعم السريع والعودة للاتفاق الاطاري ويدافع عن لا للحرب ويتحدث عن سودان ما بعد 15 أبريل

768

الخرطوم تاق برس – دافع المتحدث الرسمي باسم العملية السياسية في السودان القيادي بالحرية والتغيير خالد عمر عن تبني الحرية والتغيير موقف لا للحرب للحفاظ على توازن ضعف وتوفير غطاء للدعم السريع من اجل العودة للاتفاق الإطاري.

ينشر تاق برس رد خالد عمر

هنالك فرضية ساذجة يروج لها أدعياء الحرب تقول بأن #الحرية_والتغيير تتبنى موقف لا للحرب لأنها تريد الحفاظ على توازن ضعف وتوفير غطاء للدعم السريع من أجل العودة للاتفاق الاطاري!! هذه الفرضية لا تستند على شيء .. فقط تركيب كلمات ونشرها بكثافة ونشاط ومن ثم التعامل معها كحقيقة يرددها البعض بثقة لا تكشف سوى عن سطحية مثيرة للشفقة.

السؤال الرئيسي الذي لا تصمد أمامه هذه الفرضية هو .. هل الاتفاق الاطاري هو ملك حصري للدعم السريع حتى يكون الرجوع اليه مرتبطاً بتوفير غطاء للدعم السريع؟ الاتفاق الاطاري هو اتفاق وقع عليه القائد العام للقوات المسلحة وقائد الدعم السريع والقوى المدنية بعد نقاش مطول وطوعي بينهم، ولم يصدر من الجيش أي بيان أو موقف رسمي حتى شرارة اندلاع الحرب يقول بأن هذا الاتفاق ضد القوات المسلحة أو أنها تريد اجهاضه. اذاً فالمنطق هنا ان كان السبب لموقف لا للحرب هو الرغبة في العودة للاتفاق الاطاري ألا يفسر هذا الموقف كموقف داعم لجهة دون أخرى.

موقف لا للحرب لا علاقة له البتة بالعودة للاتفاق الاطاري ولا بموقف داعم لأي طرف من الأطراف المتحاربة، بل على النقيض تماماً هو موقف مستقل تماماً، حجته الرئيسية هي أن هذه الحرب ستؤدي لتفتت #السودان وستتحول لحرب أهلية تمزق تكوين بلادنا وسيطول أمدها ليمس الضر كل السودانيين والسودانيات، ولن يتحقق منها أي خير للبلاد، فاذا استمرت هذه الحرب لن يكون هنالك سودان واحد ناهيك عن أن يكون فيه جيش واحد أو حكم مدني ديمقراطي أو أي شيء !!

عوضاً عن الفرضيات الساذجة التي تقول بأننا نريد العودة للاتفاق الاطاري .. علينا أن نتناقش بجدية أن سودان ما بعد ١٥ أبريل هو سودان مختلف عما قبل ١٥ أبريل .. علينا أن ننظر للمستقبل لا أن نظن أنه من الممكن الرجوع للماضي. المستقبل يبدأ بوقف الحرب فوراً ومعالجة اثارها الإنسانية الفادحة، والعمل على حل سياسي حقيقي يعالج جوهر الأزمة الوطنية المتراكمة منذ الاستقلال .. حل يؤسس لدولة تعبر عن جميع مكوناتها دون هيمنة أو استئثار ويشكل قطيعة مع نزعات الشمولية والتسلط .. حل يؤسس لجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة كلياً ويلتزم بآداء واجباته الدستورية .. حل يؤسس لتنمية حقيقية ومتوازنة ترفع التهميش المتراكم عن غالب أقوام السودان .. حل ينهي ثقافة العنف واستخدام السلاح لبلوغ السلطة ويجعل أمر تداولها يتم حصراً عن طريق شرعية التنافس الديمقراطي.

الوصول لهذا الحل يتطلب موقفاً صلباً من القوى المدنية وتوافقاً حول قضايا المستقبل. انقسام المدنيين وانشغالهم بالصغائر وتصفية الحسابات غير ذات القيمة سيضر بحاضر بلادنا ومستقبلها، درس الحرب القاسي يجب أن ينبهنا جميعاً لسوء إدارة تبايناتنا وآثاره الكارثية.

سودان ما بعد الحرب لن ينهض ما دمنا نغذي لخطابات الكراهية والاستقطابات السياسية والجهوية والمناطقية، بل إنه لا سبيل له إلا عبر خطاب للتعافي والتصالح بين مكوناته الاجتماعية. هذا التعافي لن يحدث بمسح الذاكرة أو غض البصر عن أي انتهاك، بل على العكس يجب تناول الانتهاكات الجسيمة التي مست الشعب السوداني في كافة الحقب انتهاءاً بحرب ١٥ أبريل بصورة واضحة وشفافة ومعالجتها ومحاسبة من ارتكبها.

فهلا نظرنا لكيفية بناء مستقبل جديد لبلادنا عوضاً عن التسابق لاغراقها في بئر الحرب الحالية التي ان استمرت فلن ينجو منها أحد؟؟

whatsapp
أخبار ذات صلة