اليونسيف تكشف تفاصيل صادمة عن الانتهاكات ضد الأطفال في السودان

159

الخرطوم- تاق برس- كشفت منظمة اليونيسف عن تلقيها تقارير عن حدوث 2,500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل بالسودان- بمتوسط واحد على الأقل في الساعة.

وقالت في بيان: بما أن هذه الأرقام هي الأرقام المبلغ عنها لمصادر اليونيسف فقط، فمن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وهي تذكير قاتم بالأثر اليومي للأزمة على أكثر الفئات هشاشة، في بلد يحتاج فيه حوالي 14 مليون طفل إلى دعم إنساني.

 

قال تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية للعمل الإنساني وعمليات الإمداد في اليونيسف، والموجود في السودان هذا الأسبوع: “حجم تأثير هذا النزاع على الأطفال في السودان في الأيام المئة الماضية يكاد أن يستعصي على الفهم. إن الآباء والأجداد الذين عاشوا دورات سابقة من العنف يشاهدون الآن أطفالهم وأحفادهم في مواجهة تجارب مروعة مماثلة. في كل يوم، يُقتل الأطفال ويصابون ويختطفون ويشهدون المدارس والمستشفيات والبُنى التحتية الحيوية والإمدادات المنقذة للحياة التي يعتمدون عليها وقد تضررت أو دُمرت أو نُهبت.”.

 

بحسب التقارير، قُتل ما لا يقل عن 435 طفلاً في النزاع، وأصيب ما لا يقل عن 2,025 طفلاً.

بالإضافة إلى القتلى والجرحى، تلقت اليونيسف تقارير مقلقة عن تصاعد الهجمات على المرافق الصحية في أجزاء من السودان. يُقدّر أن 68 في المائة من المستشفيات في المناطق الأشد تضررا اضطرت إلى تعليق الخدمة، وأفادت التقارير بأن 17 مستشفى على الأقل تعرضت للتفجير. ويعتقد أن عدة مستشفيات أخرى قد تحولت إلى قواعد عسكرية، كما وكانت هناك تقارير متكررة عن تعرض سيارات الإسعاف للهجوم.

بعد أكثر من ثلاثة أشهر من النزاع، اقتُلعت ملايين العائلات من بيوتها بسبب العنف. قبل الأزمة، كان هناك حوالي 3.8 مليون شخص نازح داخليًا في السودان، منهم 1,9 مليون طفل. أُجبر1,7 مليون طفل إضافي على ترك منازلهم وهم الآن يتنقلون داخل السودان وعبر حدوده، مما يعرضهم للجوع والمرض والعنف والانفصال عن عائلاتهم. كما تتزايد التقارير عن عمليات الاختطاف وتجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة، والعنف على أساس عرقي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات، حيث تتعرض 4.2 مليون امرأة وفتاة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ولا تزال القيود المفروضة على الحركة بسبب الحالة الأمنية والحواجز الإدارية والعقبات البيروقراطية ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل عقبات رئيسية أمام إيصال المعونة الملحة إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وتشكل تهديدا لعاملي الإغاثة. هذا، وإلى جانب تدمير ونهب الإمدادات والمرافق الحيوية، ترك ما لا يقل عن 690 ألف طفل معرضين لسوء التغذية الحاد الشديد و 1,7 مليون طفل دون عمر الواحدة عرضة لخطر تفويت اللقاحات الحرجة، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض.

“لقد أظهرت الأيام المئة الماضية – كما هو الحال في أي نزاع – أن الآثار المباشرة وغير المباشرة على الأطفال والأسر مدمرة، وأنه بدون اتخاذ إجراءات متضافرة، بما في ذلك التزام أطراف النزاع بوقف القتال والقانون الدولي، فإن الانتهاكات الشديدة لحقوق الأطفال ستزداد سوءا،” قال شيبان. “بدون وصول مضمون وآمن دون عوائق للعاملين في المجال الإنساني، وللإمدادات المنقذة للحياة، إلى جانب التمويل الإضافي المطلوب بشكل عاجل، سيظل مستقبل ملايين الأطفال على المحك.”

وعلى الرغم من التحديات، وصلت اليونيسف، خلال الأيام المئة الماضية، مع شركائها، إلى أكثر من 3 مليون طفل وامرأة بالإمدادات الصحية، و 1,4 مليون شخص بمياه الشرب الآمنة، و 1,7 مليون طفل بفحص سوء التغذية – تلقى منهم 82 ألف طفل العلاج المنقذ للحياة. بالإضافة إلى ذلك، يستفيد حوالي 100 ألف طفل ومقدم رعاية من المشورة النفسية والاجتماعية والدعم في مجال الحماية، بما في ذلك من خلال أكثر من 400 مساحة آمنة تم إنشاؤها في جميع أنحاء البلاد.

اشارت اليونيسف إلى انها قدمت حتى الآن أكثر من 5,500 طنا متريا من الإمدادات المنقذة للحياة في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك مناطق البؤر الساخنة في دارفور وكردفان والخرطوم. ومع ذلك، ومع استمرار القتال، فإن الاحتياجات ستزداد، وستبقى العديد من المجتمعات الهشة بعيدة عن متناول الدعم الإنساني.

واضافت “اعتبارا من منتصق يوليو، لم يتم تمويل النداء الذي وجهته اليونيسف للحصول على 838 مليون دولار أمريكي للوصول إلى قرابة 10 ملايين من أكثر الأطفال هشاشة في السودان إلا بنسبة 9 في المائة. تحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 400 مليون دولار لدعم وتوسيع نطاق المساعدة الحرجة المنقذة للحياة في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعلم والحماية المقدمة إلى الأطفال الأكثر هشاشة الذين وقعوا في براثن هذه الأزمة خلال الأيام المئة المقبلة.

whatsapp
أخبار ذات صلة