برنامج الغذاء العالمي يحذر السودان من أكبر أزمة جوع في العالم.. شعب السودان في طي النسيان

127

جوبا – تاق برس- أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيرات جديدة من تحول الوضع في السودان بسبب الحرب الى أكبر أزمة جوع في العالم.

وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية للبرنامج في بيان وصل (تاق برس)، ان الحرب في السودان حطمت حياة الملايين وخلقت أكبر أزمة نزوح في العالم.

واختتمت المسؤولة الأممية زيارتها اليوم إلى جنوب السودان حيث التقت بالأسر الهاربة من العنف والجوع المتصاعد في السودان.

وحذرت من خطر تحول هذه الكارثة لأكبر أزمة جوع في العالم ما لم يتوقف القتال.

وحذرت ماكين: “الحرب في السودان تهدد بإثارة أكبر أزمة جوع في العالم”.

وأضافت: “قبل 20 عاماً كانت دارفور تشهد أكبر أزمة جوع في العالم، وقد احتشد العالم للاستجابة لها. لكن شعب السودان أصبح في طي النسيان اليوم. إن حياة الملايين والسلام والاستقرار في المنطقة بأكملها على المحك”.

وحسب بيان برنامج الغذاء العالمي يوجد أكثر من 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد محاصرون في دوامة من تدهور الأمن الغذائي.

وقال برنامج الأغذية العالمي انه غير قادر على ايصال مساعدات غذائية طارئة كافية للمجتمعات التي في شدة الاحتياج في السودان والمحاصرة بالقتال بسبب العنف المتواصل وتدخل الأطراف المتحاربة.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الحادي عشر مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة بعد فرار ما لايقل عن 7 ملايين سوداني مابين نازح داخليا ولاجئ الى دول الجوار.

وأشار البيان الى انه في الوقت الحالي، 90 في المائة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات طارئة من الجوع في السودان عالقون في مناطق لا يستطيع برنامج الأغذية العالمي الوصول إليها.

وتعطلت المساعدات الإنسانية بشكل أكبر بعد أن ألغت السلطات التصاريح اللازمة لقوافل الشاحنات عبر الحدود.

واكد برنامج الغذاء العالمي انه أجبر على وقف عملياته من تشاد إلى دارفور. وقد تلقى أكثر من مليون شخص في غرب ووسط دارفور مساعدات برنامج الأغذية العالمي عبر هذا المسار الحيوي منذ أغسطس.

ولفت برنامج الأغذية العالمي انه كان بصدد توسيع نطاق دعمه لهذا العدد كل شهر مع استمرار ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية في دارفور.

ورفض السودان طلب البرنامج الاممي بايصال المساعدات عبر تشاد من غرب دارفور، مبررا ذلك بدخول الدعم والسلاح لقوات الدعم السريع واستخدامه في القتال ضد الجيش.

والابعاء عادت الخارجية السودانية وأعلنت موافقة الحكومة  على فتح معابر جديدة برا وجوا لاستقبال المساعدات.

وفي الوقت نفسه، حسب بيان برنامج الغذاء العالمي  يفر المزيد والمزيد من الأشخاص إلى جنوب السودان وتشاد، وقد وصلت الاستجابة الإنسانية إلى نقطة الانهيار.

وسافرت المديرة التنفيذية ماكين إلى الرنك في شرق جنوب السودان حيث عبر ما يقرب من 600،000 شخص من السودان خلال الأشهر العشرة الماضية. كما زارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي مخيمات العبور المزدحمة حيث تصل الأسر جائعة وتواجه المزيد من الجوع.

ويشكل النازحون الوافدون حديثاً إلى جنوب السودان 35 بالمائة من أولئك الذين يواجهون مستويات كارثية من الجوع -وهو اقصى مستوى ممكن- على الرغم من أنهم يمثلون أقل من 3 بالمائة من السكان. بالإضافة إلى ذلك، يعاني من سوء التغذية واحد من كل خمسة أطفال في مراكز العبور عند المعبر الحدودي الرئيسي. وفي ظل الموارد الحالية، يكافح البرنامج لمواكبة المستوى الكبير من الاحتياجات.

وقالت المديرة التنفيذية: “لقد التقيت بأمهات وأطفال فروا للنجاة بحياتهم ليس مرة واحدة، بل عدة مرات، والآن يطوقهم الجوع “. وأضافت: “إن عواقب التقاعس عن العمل تتجاوز بكثير عدم قدرة الأم على إطعام طفلها، وسوف تشكل المنطقة لسنوات قادمة. واليوم أوجه نداءً عاجلاً لوقف القتال، والسماح لجميع الوكالات الإنسانية بالقيام بعملها المنقذ للحياة”.

وقال برنامج الأغذية العالمي انه يحتاج بشكل عاجل إلى الوصول دون عوائق داخل السودان لمعالجة انعدام الأمن الغذائي المتصاعد، والذي سيكون له آثار كبيرة طويلة المدى على المنطقة، إلى جانب ضخ التمويل للاستجابة لانتشار الأزمة الإنسانية إلى البلدان المجاورة.

وشدد على انه في نهاية المطاف، فإن وقف الأعمال العدائية والسلام الدائم هو السبيل الوحيد لعكس المسار ومنع وقوع الكارثة.

whatsapp
أخبار ذات صلة