ذخائر أمريكية “خطيرة” في السودان
متابعات- تاق برس- كشفت “منصة القدرات العسكرية السودانية” أن مليشيا الدعم السريع استخدمت في قتالها ضد قوات الجيش في الخرطوم أسلحة أمريكية خطرة تم تعديلها.
وقالت المنصة في بيان نشرته بصفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أنه وبالاستناد إلى تقرير فني وتحقيق بتاريخ 30 مايو 2025 فقد تم استخدام فعلي من طرف مليشيا الدعم السريع لذخائر أميركية الصنع من نوع PHOS M8931 40MM Amorphous Phosphorus في مناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم ضمن عمليات قتالية عنيفة، استهدفت بيئة حضرية مكتظة بالسكان والمرافق الحيوية، وذلك باستخدام النمط السائد خلال تلك الفترة من الاستخدام وهي ‘الأسلحة الحارقة”.
وأضافت أن هذه الذخائر الدخانية والتي تحتوي على المحتوى الكيميائي المتمثل في “الفسفور الأحمر غير المتبلور Red Amorphous Phosphorus ” والتي تنتجها شركة American Rheinmetall Munitions، وهي شركة أميركية تابعة لمجموعة Rheinmetall Defense، قد تم توظيفها تكتيكياً كأسلحة حارقة بدمجها مع “انفجارات حرارية ضغطية عالية الحرارة” رغم كونها مصنّفة تقنيًا كذخائر تمويهية دخانية.
وأوضحت المنصة في بيانها أن خطورة هذا الاستخدام تتجلى في التحايل على القانون الدولي؛ حيث قامت المليشيا بدمج هذه الذخائر المحتوية على الفوسفور الأحمر غير المتبلور مع قواذف حرارية ضغطية من نوعRPO-A وRSHG-2 ما أدى إلى تحول المادة إلى فوسفور أبيض واشتعالها ميدانيًا داخل العديد من المباني السكنية التي يتم مهاجمتها. وهو تأثير حارق مشابه تمامًا لما تُحدثه الأسلحة المحظورة دوليًا مما يشكل تحايلاً قانونيًا فجًا يهدف إلى تجاوز البروتوكول الثالث لاتفاقية “الأسلحة التقليدية”.
كما يشير إلى تورط مواد أميركية الصنع في عمليات قتالية داخل مناطق حضرية مكتظة بالسكان حيث تحمل الذخائر علامات تصنيع وملصقات تخص شركة ARM الأميركية؛ الأمر الذي يثير تساؤلات خطيرة حول مسارات التوريد وآليات الرقابة “الأمريكية” والجهات الوسيطة التي انتهى بها الأمر إلى تسليح مليشيا تنتهك قواعد الاشتباك والقانون الإنساني الدولي.
وتابع البيان قائلا: ” إن التأثير العسكري والأخلاقي الخطير المتمثل في استخدام هذه الذخائر في بيئة حضرية منح مليشيا الدعم السريع تفوقاً نارياً غير متكافئ وفتح الباب أمام سباق “تسلح محكوم” بثغرات التصنيف القانوني مما يُعد تهديدًا مباشرًا لسلامة المدنيين ولمبدأ التمييز والقيود المفروضة على استخدام الأسلحة.
ولفت البيان إلى أن أثر عملية الدمج الحراري بين الفوسفور الأحمر والقواذف الحرارية الضغطية زاد من خطورة هذه الذخائر “أمريكية الصنع” وذلك بدمجها المتعمد مع تأثيرات القواذف الحرارية الضغطية والتي تولّد درجات حرارة تتجاوز 2000 درجة مئوية وهي ما تكفي لتحويل الفوسفور الأحمر من مادة غير حارقة إلى “فوسفور أبيض” نشط وسام، مشيرا إلى أن هذه الحرارة العالية تؤدي إلى تحول في بنية الفوسفور الكيميائية من الآمنة إلى الحارقة، ما يعني أنه قد تم تعمد إفقاد المادة خصائصها الآمنة والدخانية وتحويلها إلى مادة شديدة الاشتعال بحيث تتفاعل بعنف مع “الأكسجين” وتطلق نيرانًا كثيفة ودخانًا خانقًا وعن طريق هذا الأسلوب “غير المعهود” يتم التحايل على التصنيف الفني للذخائر من طرف المليشيا وباستخدام الذخائر الأمريكية لتحقيق أثر الفوسفور الأبيض دون إدخاله مباشرة في التكوين مما يضاعف الأثر التدميري ويمنح المليشيا وشركائها هامشًا “قانونيًا” زائفًا للتمويه والتملص من المحاسبة الدولية.
وقالت منصة القدرات العسكرية السودانية أن هذا النمط من الاستخدام المُمنهج لذخائر معدّلة الأثر؛ والذي جمع بين الحرق الميداني والتلاعب القانوني يُعد “جريمة حرب” متكاملة الأركان فقد جمع بين السلوك الإجرامي في استهداف المدنيين والمرافق الحيوية وبين الاحتيال التقني على الاتفاقيات الدولية من خلال استغلال “ثغرات التصنيف” الكيميائي للأسلحة وتحويل مواد غير قاتلة إلى أدوات قتل جماعي.
وأضافت أن ما حدث في مناطق الخرطوم المختلفة لا يُمثل فقط اعتداء على القيم الإنسانية بل سابقة خطيرة في استغلال “العلم العسكري” لتضليل القانون الدولي وتمرير فظائع ميدانية تحت ستار تقني زائف.