عقار يلتقي سلفاكير.. هل تنجح رفقة الأمس في تحييد جوبا عن صراع السودان؟

16

متابعات ـ تاق برس- جدد رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت حرص بلاده على دعم الاستقرار في السودان والاستمرار في التعاون بين البلدين.

ووصل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار، إلى العاصمة جوبا، في زيارة رسمية تتعلق بمسار العلاقات الثنائية وسبل دعم آفاق التعاون المشترك.

والتقى عقار رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت. حيث تطرق اللقاء لمستجدات الأوضاع و التطورات السياسية والعسكرية في السودان بجانب الوضع الإنساني وحصار مدينة الفاشر الصامدة.

وأوضح عقار أنه أطلع الرئيس سلفاكير على التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوداني وإستمرارها في إجتثاث الدعم السريع.

وأضاف أن اللقاء تناول أيضا موقف السودان والمنظمات الدولية والإقليمية الرافضة لتشكيل ما يسمى بالحكومة الموازية لما أسماها مليشيا الدعم السريع وحلفاءها من السياسيين.

وقال نائب رئيس المجلس السيادي إن اللقاء تناول قضية تفعيل عمل اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين، لاسيما اللجان السياسية والأمنية، فضلا عن تناول القضايا التي تهم المواطنين في البلدين، لاسيما قضايا اللاجئين التي تسببت فيها الحرب.

 

• مخاوف حدودية:

وطالب عقار رسميا دولة جنوب السودان بحسم الأوضاع في المعابر الحدوية بين البلدين، وشدد على ضرورة حصر التعامل في المعابر الحدودية بين السلطات المعترف بها دوليا بين الجانبين

 

ولفت الوفد السوداني إلى عمليات تهريب الوقود بين دولة جنوب السودان وولاية جنوب دارفور بالسودان، وشدد على أهمية مساهمة جنوب السودان في إغلاق جانبها من الحدود مع السودان بالمناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السودانية.

ونوه مالك عقار ـ بحسب منصة جوبا- إلى أن الحكومة السودانية “تقدر الأمر” إذا فرضت حكومة جنوب السودان مزيدا من الرقابة والتشديد الأمني على الحدود التي تقابل المناطق التي تسيطر عليها جماعات متمردة على الحكومة السودانية وأن الحكومة السودانية تعمل على تطوير جانبها من المعابر الحدودية وهي النوافذ الحدوية الرسمية للتعامل بين الدولتين.

من جانبها أوضحت حكومة جنوب السودان أنها تجاوبت مع الحكومة السودانية في ما يتعلق بالحدود بين البلدين. وأن جنوب السودان قد اتخذت إجراءات ملموسة على الحدود و المنافذ والأسواق الحدودية بناء على طلب حكومة السودان.

وأشارت حكومة جنوب السودان إلى عدد من الأسواق الحدودية داخل جنوب السودان تم إغلاقها بناء على طلب الجانب السوداني.

وناقش الاجتماع بين وفد البلدين مخاوف جنوب السودان من تدفق السلاح والمتمردين من السودان إلى جنوب السودان وتحديدا المجموعات الجنوب سودانية المتمردة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني كالجنرال الراحل بيتر قديت ياك.

وكان الجيش السوداني، كشف عن مرتزقة من دولة جنوب السودان تقاتل بجانب مليشيا الدعم السريع.

 

 

دعوة رسمية لزيارة السودان

عقار لفت إلى أنه قدم دعوة للرئيس سلفاكير لزيارة السودان.

وقد أبدى سلفاكير موافقته، على أن يتم الترتيب لها عبر القنوات الدبلوماسية لاحقا.

إلى ذلك، التقى نائب رئيس مجلس السيادة، نظيره نائب رئيس جمهورية جنوب السودان دكتور بول ميل. حيث تطرق اللقاء للقضايا ذات الاهتمام المشترك، بجانب القضايا الاقتصادية المشتركة بالإضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى.

 

• موقف جنوب السودان من حرب السودان:

ومثل بقية دول الجوار الأخرى، أيضًا كان موقف دول جنوب السودان في الأيام الأولى لاندلاع الحرب أقرب لدعم موقف القوات المسلحة رغم علاقات بعض دوائر الحكم بقائد التمرد والتي توثقت خلال قيادته وفد الحكومة في مفاوضات جوبا لسلام السودان بين الحكومة الإنتقالية – آنذاك – ومجموعات التمرد المنضوية تحت مظلة “الجبهة الثورية” حيث أسفرت عن توقيع اتفاقية جوبا للسلام (أكتوبر/ تشرين الأول 2020).

ونظرًا لتأثر صادرات النفط بشكل مباشر من الصراع، أصبحت سلامة خط الأنابيب أولوية قصوى لحكومة جوبا، وهو ما انعكس في مواقفها من أطراف النزاع ومشاركتها في جهود احتوائه.
لكن، لم يكن حساب المصالح والآثار هو العامل في تحديد موقف دولة جنوب السودان التي تعتمد على عائدات النفط الذي يتم تصديره عبر الخط الناقل الوحيد والذي يمر عبر أراضي السودان حيث تأثرت صناعة النفط كغيرها من القطاعات بالحرب الدائرة في السودان.
وتحت تأثير الإغراء الإماراتي، سرعان ما تغير موقف حكام جنوب السودان ليصبح ضد القوات المسلحة وأقرب إلى صف الدعم السريع رغم تهديد هذا الموقف لمصالحها الاقتصادية الملحة حيث تعتمد دولة جنوب السودان على عائدات النفط بأكثر من 96% وتراجع الحماس الدولي لتقديم الدعم المالي لنظام سلفاكير العنيد والغارق في المشكلات الخطيرة.
لذا، ومن بين دول جوار السودان وطوال فترة الصراع الحالي، كان جنوب السودان بمثابة خزان بشري لتجديد المرتزقة وإرسالهم للقتال في داخل السودان في مختلف الجبهات.
بناءً على ذلك، ظلت قوات الدعم تقوم بالتجنيد في جنوب السودان وسط عناصر الدينكا والنوير (تقرير الخبراء إلى مجلس الأمن 14 أبريل/نيسان 2025؛ 27 وما بعدها) رغم الحرب العرقية بينهم داخل بلادهم منذ 2013، وهما أكبر قبيلتين في الدولة الوحيدة الأحدث في إفريقيا.
كما أن الحدود الطويلة بين ولايات جنوب وشرق وغرب دارفور ودولة جنوب السودان أيضاً ذات أهمية قصوى بالنسبة لقوات الدعم السريع لضمان استمرار الإمداد والدعم اللوجيستي وهي ستكون بمثابة “رئة” يتنفس بها الكيان الذي تسعى لتأسيسه هذه القوات وإعلان حكومة موازية غالباً تكون مناطق جنوب دارفور ومناطق الحدود مع جنوب السودان هي مناطقها الرئيسية.

يذكر أيضا أن سلفاكير ومالك عقار كانا عضوين وقائدين بارزين في الحركة الشعبية لتحرير السودان رفقة دكتور جون قرنق.

ومالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، ولد عام 1952 في مدينة باو بولاية النيل الأزرق بالسودان، وعقب اتفاقية نيفاشا عمل واليا لولاية النيل الأزرق في أبريل/نيسان 2010، ثم عين في 19 مايو/أيار 2023 نائبا لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بدل محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

يعد عقار أحد قادة التمرد المعروفين في السودان، انضم للحكومة الانتقالية التي تكونت بعد الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان من عام 2019، وبموجب اتفاق سلام وقع مع عديد من الحركات المتمردة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020، ضمن عقار مقعدا في مجلس السيادة الانتقالي.

whatsapp
أخبار ذات صلة