“بعض الرحيق.. الخرطوم تقرا وتلعب بالتراب ”.. إصدارة جديدة للكاتب الصحفي عبدالله رزق
متابعات- تاق برس- صدر للأستاذ الصحفي المخضرم عبدالله زرق أبو سيمازه كتاب جديد بعنون “بعض الرحيق ..الخرطوم تقرا وتلعب بالتراب ” والذي تمت طباعته بدار ارام للطباعة والنشر ، وكانت لوحة الغلاف من أعمال الفنان التشكيلي أحمد النحَّاس أما تصميم الغلاف فتم من قبل الفنان بكري خضر.
وهذا الكتاب – بحسب موقع قلب إفريقيا- قال عنه مؤلفه رزق: لم تعد الخرطوم، كما كانت في ماضي ارتعاشات الظلال، وطفولة الشجر، وذاكرة النار، تقرأ ، وحسب. تقرأ، “وتلعب بالتراب“. تقرأ وتلون براءتها البكر بطيف من ” الزين والعديل المنقى”. تخبئ حميم اقتران النيلين من جفوة الجغرافيا، في تفاصيل حنو التاريخ، وصخبه.
وتابع لم تعد الخرطوم تكتفي بالقراءة لاستكناه الآتي، الذي يتعثر خطوه على عتبة المجيء، ورصيف جمر الوداع ط. ها هي تكتب، حين الكتابة ، فعل تجاوز وعشق . فالخرطوم تقرأ وتكتب ، ايضا . تتوهج وتهز جذوع المعنى . ترج نهر الأسئلة من ضفة الحلم المرائي الى تخوم القصيدة، حين تكف القصيدة من أن تكون إطارا للموارب، والمبيت، عمدا في نسغ النسيان .
وأضاف الخرطوم تقرأ وتقرأ، ما لم تكن القراءة، ساعتئذ شبح إطلالة كسلى من شباك عابر ، إضاءة ناعسة على الشارع المجاور للحلم وللأغنيات ، وللأفق الهارب من مسار الافول ، انما تحليق في آمداء لم تنشر خرائطها الرياح ، بعد . زغرودة تنسرب من جذور الروح وإليها .
وأورد الخرطوم تكتب وتكتب، حتى في الطريق ، من والى الروضة . حين الكتابة ، ليست مجرد طريق أو خاطر مموسق إلى البيت ، وانما هي تغيير ، فعل بحجم انبثاق نيل عات تحفه الشموس. لم تتخل الخرطوم عن اشتعالها في الكتابة، حياتها في مجاز الحياة، حتى حين تأتي النيران على أصابعها ، وعلى الاحبار في أغوار إلهامها . هاهي : تنهض من الرماد حروفها ، لتحترق.
وقال إنها تكتب ، تتخلق في الكتابة ، لأن في اعماق صمتها ثمة ما يتعين قوله ، ما ينكفئ على ذاته بركانا مؤجلا، في مدخل القصيدة مذ كانت القصيدة لا كرة من اللهب المقدس، بقدر ما هي حنين جارف ، وترقب حارق، وانتظار. تأتلق في البال حفلة خرطومية ترتج بالنيلي من كل نبض وايقاع ، حيث يكون الاحتفال ، ميلادا متجددا ، وحياة .لا املا يومض وينطفيء . واختتم بقوله يحتشد افقا مهجوسا بالنور ، يزرع شموعه الخضراء في الانحاء القصية ،عمرا للنهارات الشاسعة . ليس انعطافة نحو اللاشيء ، وانما انحناءة البرق ، في متن الغيم المراوغ ، للقادم على ايقاع المطر . هاهي الخرطوم ، تحتفي بنفسها ، تلتبس بالشجن وجمر الحنين ، مرة اخرى ، وبالصاعق من كل ما هو حب او جنون ، وبالشاعري ، من كل خلجة في قرارة الصمت . تكتب وتمحو، تكتب وتتهجأ ذاتها في صفحة الماء. تكتب ، وتكون.
المصدر: موقع قلب إفريقيا