هاجر سليمان تكتب عن: تجاوزات شرطة الحياة البرية.. سلامات يا وزير الداخلية

27

تجاوزات شرطة الحياة البرية.. سلامات يا وزير الداخلية

وجه النهار
هاجر سليمان

 

أضخم عملية اغتيال جماعب لطيور برية في (ريلز) دون رقيب.

أين نصيب السودان من أبناء العم (أنجاليفو) وكيف وصل إلى أمريكا؟ ولماذا نقل إلى كينيا؟

من الذي يقف خلف تدمير قطاع الحياة البرية بالسودان؟

قبل أيام واثناء مروري بميدان بحي الحاج يوسف ممتلئ بمياه الأمطار التي شكلت بركا ومستنقعات فإذا بى أفاجأ بأسراب من طيور (الفلامنجو) تقف بطريقة دائرية بريشها الأبيض حول مستنقعات الماء، وبعدها تكرر مشهد رؤية طيور برية جميلة استرعت في نفسي فكرة الصيد ولكني تذكرت شرطة الحياة البرية قبل أن تتطور لتصبح قوة قائمة بذاتها تتبع رأسا لوزير الداخلية.
قبل يومين شاهدت عبر (ريلز) مقطعا لسوداني بإحدى الولايات وهو يقوم بحمل كميات من الطيور اصطادها وحملها على مركب (لنش) وبدا الأمر بالنسبة لي مأساويا أكثر من كونه متعة (صيد). فتلك ليست عملية صيد جائر وإنما إغتيال بالكامل للطيور البرية وتلك أضخم عملية صيد غير مشروع أراها في حياتي نسبة لضخامة كميات الطيور الميتة.
كل ذلك استدعى في نفسي قصة (الكركدن) وحيد القرن الأبيض (أنجاليفو)، وهو آخر وحيد قرن في فصيلته.. أنجاليفو انقرضت فصيلته بالكامل وتبقى هو حيث نقلته الحياة البرية إلى حديقة حيوان (6) أبريل قبل أن تتم خصخصتها ومنها غادر إلى أمريكا وطبعا لم يغادر أنجاليفو بجواز أو بمزاجه بالطبع سيكون قد غادر وفق اتفاقيات. لذا نطالب قوات الحياة البرية بالخروج علينا وتوضيح تفاصيل تلك الاتفاقيات.
غادر أنجالبفو إلى أمريكا وهنالك قام الأمريكان بإجراء بحوث عليه ومن ثم قاموا بالاحتفاظ بكميات من (نُطَفه) بغرض تخصيبها مع بويضات إناث وحيد قرن لإعادة نسله إلى الحياة مجددا، ومن هنالك قامت أمريكا بإرسال أنجاليفو السوداني إلى كينيا بعد أن قضت منه وطرا، وذلك دون أن تخطر السودان بذلك ودون أن ترده إلى بلده السودان، وقد تم ذلك بموجب إهمال وسوء متابعة قوات الحياة البرية.. فكيف يتم نقل ظفر من حيوان ناهيك عن حيوان كامل دون متابعة من هذه الإدارة؟ وكيف رحل أنجاليفو إلى أمريكا؟ وأين نصيب السودان من عمليات إخصاب (نُطَف) انجاليفو؟ وأين نصيب السودان ونصيب أجياله عقب تزويج أنجاليفو من وحيدة القرن الكينية؟ وأين صغاره؟ أين أضعتم نصيب السودان من ناتج أجيال الجد أنجاليفو؟؟ وأين هو ؟؟
ما حدث هو عمليات إهمال واضحة تستوجب المحاسبة إن كان للبلاد (رقيب) أو كان له شخص واحد في نفسه ذرة من وطنية.
عمليات الصيد الجائر والاعتداء على ثروات السودان القومية يندى لها الجبين .
كان بالإمكان أن تصبح قوات الحياة البرية أضخم مورد للبلاد فما الذي يمنعها؟

إن كمية الطيور البرية التي تشرب من ماء قيعان الحاج يوسف وسهول البطانة بالإمكان أن تشكل دخلا للبلاد من خلال إصدار رخص صيد يتجاوز عشرات الآلآف من الدولارات ترفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة بدلا عن قتله بكميات وبدم بارد ودون أدنى وازع ضمير أو أخلاق.
أين حملات الحياة البرية؟ ولماذا توقفت حتى في الأقاليم الآمنة؟ ولماذا لم تسع قيادات قوات الحياة البرية لتجديد أسطول مركباتها الصحراوية وارتكازاتها، ولماذا لم تقم بعمليات مسوحات لخارطة الحياة البرية ومراقبة الأجانب، وتفعيل العمل المنعي والحملات، وتفعيل العمل بالمناطق الآمنة لجلب العملات الحرة وتحقيق التوازن البيئي، والحفاظ على الموارد البيئية للأجيال القادمة؟.
ما نراه من ضعف إمكانيات وعدم انتشار وسوء خدمات وتوقف لقطاع الصيد والسياحة سببه الرئيسي الإهمال الممنهج وسوء الإدارة من أعلى هرم قوات الحياة البرية نسبة لعدم اهتمامها حيث كان بإمكانها أن تخطو خطى حثيثة نحو رفد خزينة الدولة، ونشر الارتكازات وحماية المناطق المستهدفة، ونشر قوات الحياة البرية وتفعيل الحملات وإجراء المسوحات الدورية ولكن ذلك لم يحدث وظل الضعف واضحا.
إن عملية إهدار الحياة البرية وعدم إقامة موسم الصيد وإضاعة وحيد القرن (أنجاليفو) بالنسبة لنا تشكل عملية تجاوز تستوجب المساءلة، ونطالب السيد وزير الداخلية بابكر سمرة بذات همته وذات نشاطه الذي عهدناه أن يخضع قوات الحياة البرية للمساءلة والخروج علينا بمعلومات واضحة تزيل اللبس والغموض، خاصة أن ما يحدث يشير إلى عمليات مقننة لتدمير قطاع الحياة البرية في السودان فمن يقف خلف ذلك المخطط؟ أفيدونا بالله عليكم؟!.
،،،،، سنعود لملفات الحياة البرية فتابعونا ،،،،،،

whatsapp
أخبار ذات صلة