السودان يستعين بـ “لوبي أمريكي” لتحسين صورة الخرطوم في نظر واشنطن

66

متابعات- تاق برس- كشفت مصادر إعلامية أن الحكومة السودانية تعاقدت مع شركة “ذا فوغل غروب” الأمريكية إحدى شركات جماعات الضغط أو ما يعرف بـ “اللوبي الأمريكي” بغية تقديم خدمات استشارية في العلاقات الحكومية.

وقالت المصادر إن التعاقد يهدف إلى جانب تقديم الخدمات الاستشارية، التواصل مع مؤسسات الحكم الأمريكية، بهدف تحسين صورة السودان في الولايات المتحدة ومعالجة قضايا إنسانية وسياسية.

وقالت إن قيمة العقد تصل إلى 40 ألف دولار شهريًا، ويستمر حتى نهاية العام.

 

هذا المنحى ليس الأول من نوعه، حيث سبق  للحكومة السودانية في عهد عمر البشير وكذلك السنين الأولى للبرهان أن تم التعاقد مع شركات علاقات عامة أمريكية لتحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية.

وتضطلع جماعات الضغط بدور كبير في التأثير في السياسة الخارجية لواشنطن، إذ تستطيع من خلال قنواتها المختلفة تمرير قوانين واتخاذ قرارات مصيرية ربما يصعُب تمريرها على مجلس النواب الأمريكي بالطرق التقليدية، بالإضافة إلى قدرتها على تغيير مواقف وآراء للمكونات الحكومية والشخصيات السياسية البارزة تجاه القضايا التي تنشط فيها جماعات الضغط.

 

ولا تعد أنشطة جماعات الضغط مخالفة لمبادئ الدولة الأمريكية وإداراتها المؤسساتية والفصل بين السلطات، حيث يشجع هذا النظام الأمريكي جماعات الضغط على ممارسة أنشطتها وتأثيرها في السلطة التشريعية والتنفيذية، وذلك وفق وسائل يجيزها التشريع الأمريكي بوصفها جهات رسمية تمثل شرائح المجتمع المختلفة أمام المشرع وأجهزته. فضلاً عن استثمار جماعات الضغط لآليات العمل الديمقراطي المتنوعة؛ من حرية الصحافة، وحرية التعبير عن الرأي، وممارسة التأثير داخل المؤسسات الرسمية المباشر وغير المباشر.

 

ولم تتوقف جماعات الضغط عن ممارسة أنشطة الضغط والتأثير منذ أن بدأته رسمياً خلال القرن التاسع عشر، ولم يحدث أي توقف أو خفوت في دور هذه الجماعات لصالح التشريعات والإجراءات الحكومية، ولهذا تطورت القوانين المنظمة لها، والأساليب المستخدمة من قبلها في أروقة السياسة، وأصبحت جماعات الضغط عملاً مشروعاً يعترف به رسمياً في نظام سياسي شديد التعقيد.

 

أما بالنسبة للعلاقة بين جماعات الضغط والمنطقة، فهناك علاقة وطيدة بين عدد من المكونات الشرق أوسطية، سواء كانت حكومات مركزية أو أقاليم فيدرالية أو حتى أجهزة معارضة، وبين جماعات الضغط في الولايات المتحدة، وذلك بهدف الحصول على مواقف مساندة من قبل المشرع الأمريكي، ولهذا تسعى هذه المكونات إلى بذل ما يمكنها لتحسين علاقاتها، والحصول على عقود دفاعية أو اقتصادية، وتختلف مستويات جماعات ضغط المنطقة باختلاف درجة المصالح المرتبطة بالنظام الأمريكي، وقنوات التأثير المستخدمة من قبل أطراف الضغط. ويقف على رأس جماعات الضغط في منطقة الشرق الأوسط لوبي الكيان الإسرائيلي، ثم الخليجي بدوله المختلفة، فاللوبي التركي والإيراني

whatsapp
أخبار ذات صلة