أمطار سوداء تفزع سكان جوبا.. وتنذر بالخطورة

81

متابعات- تاق برس- أثارت الأمطار الغزيرة التي هطلت صباح أمس الجمعة قلق سكان جوبا، عاصمة جنوب السودان، بعد أن تحولت مياه الأمطار إلى اللون الأسود، مما أثار مخاوف صحية وبيئية.

وشهدت جوبا هطول أمطار غزيرة متقطعة منذ مساء الخميس، واستمرت حتى صباح الجمعة. إلا أن ما أثار صدمة السكان هو ظهور مياه أمطار داكنة، بلون الفحم تقريبًا، متجمعة في حاويات وقنوات تصريف المياه في أنحاء المدينة.

قال أوبيو أوبيو جيلو، أحد سكان ضاحية ريفيرندوم: “لقد هطلت الأمطار طوال الليل؛ هذا أمر طبيعي. لكن الجديد هو أننا استيقظنا لنرى المياه المحصودة في حاوياتنا سوداء أو داكنة اللون. لم أشهد مثل هذا من قبل. لذا نطالب الحكومة بالتحقيق في الأمر”.

 

أمطار سوداء تفزع سكان جوبا.. وتنذر بالخطورة

أثارت هذه الظاهرة، التي لم تُبلّغ عنها جوبا سابقًا، مخاوف بشأن احتمال تلوث الهواء أو التدهور البيئي، لا سيما المرتبط بأنشطة الحرق. وقال إدموند ياكاني، وهو ناشط بارز في المجتمع المدني: “شهدت جوبا أمطارًا غزيرة خلال الأيام القليلة الماضية. والجديد هو أن مياه الأمطار داكنة جدًا، مثل الفحم”.

وأضاف: “وفقًا للخبراء الذين تواصلتُ معهم، يُعدّ هذا مؤشرًا على وجود حرق فحم على نطاق واسع”.

ربط ياكاني هذا التوجه بتفاقم الضائقة الاقتصادية، قائلًا: “إن تقييم حرق الفحم على نطاق واسع صحيح، حيث لجأ جنودنا وشرطتنا وأطباؤنا إلى حرق الفحم كوسيلة لتوليد الدخل في ظلّ الضائقة الاقتصادية. وهذا يُشكّل خطرًا على بيئتنا وأجيالنا القادمة”.

وأقرّ مسؤولون حكوميون في وزارة البيئة الوطنية بهذه المشكلة. أوضح جوزيف أفريكانو، وكيل وزارة البيئة الوطنية، أن مياه الأمطار المسودة ناتجة عن تلوث جوي ناجم عن حرق النباتات على نطاق واسع. وقال أفريكانو: “عادةً ما يحدث أنه عند حرق الكثير من الشجيرات، ينطلق الكثير من الدخان في الغلاف الجوي. يتفاعل هذا الدخان مع السحب، وعندما تهطل الأمطار، يتغير لون مياه الأمطار من اللون الطبيعي إلى الأسود”.

وأضاف أفريكانو أن الكتل الهوائية تنتقل عبر المناطق، متراكمةً الملوثات على طول الطريق. “هناك الكثير من حرق الشجيرات والفحم في بلدنا. بالإضافة إلى ذلك، لا تتشكل السحب فوقنا فحسب، بل تتشكل في أماكن أخرى تجمع الدخان أثناء تحركها”. وأضاف أفريكانو أنه من المقرر إجراء تقييم بيئي رسمي، وحثّ السكان على عدم استخدام مياه الأمطار للشرب أو الاستهلاك المنزلي. وقال: “سنقوم بقياس مدى هذا التلوث. مياه الأمطار هذه ملوثة وغير صالحة للشرب”.

وحذر خبراء البيئة منذ فترة طويلة من أن إزالة الغابات وإنتاج الفحم دون رادع، وخاصة في المناطق شبه الحضرية، قد يكون لها عواقب وخيمة على النظام البيئي الهش بالفعل في جنوب السودان. ويوضح عالم الأرصاد الجوية إستيل سياس، أن المطر الأسود هو نتيجة اختلاط الماء بالسخام الذي يحمله الدخان، حيث يتكون السخام من جزيئات الكربون السوداء النانوية الناتجة عن الحرق غير الكامل للوقود الأحفورى والمواد العضوية وغيرها.

 

المصدر: قلب إفريقيا

whatsapp
أخبار ذات صلة