الشاي الكيني يواجه أخطر أزمة في تاريخه
متابعات- تاق برس- بدأت كينيا محادثات مع عملاق التجزئة الأمريكي “وول مارت”، سعيًا منها لتوسيع سوقها من الشاي والقهوة ومكاديميا.
ويقود المحادثات، التي بدأت يوم الخميس 4 سبتمبر، وزير الزراعة موتاهي كاغوي، الموجود في الولايات المتحدة لحشد الدعم.
تُعدّ هذه المحادثات من بين النهج متعدد الجوانب الذي تتبعه كينيا في سعيها لإبرام اتفاقية تجارية جديدة مع إدارة دونالد ترامب.
وقد عرض كاغوي على تجار التجزئة قضية الشاي والقهوة الكينيين، مؤكدًا أن البلاد قادرة على تلبية الطلب بجودة عالية وبأسعار معقولة.
وقال كاغوي ’’ لديّ شعور بأن هناك بعض المنتجات الكينية على رفوفكم قد لا تعرفونها، نريد بناء علاقة مباشرة، لا عبر الإنجليز أو الأيرلنديين أو أي جهة أخرى ‘‘.
خلال العرض التقديمي، أكد مسؤولو وكالة تنمية الشاي الكينية (KTDA) على مزايا الحصول على الشاي مباشرةً من كينيا.
وأكدوا أن هذا النهج يضمن نضارة الشاي وإمكانية تتبعه، مما يؤدي في النهاية إلى عوائد مالية أعلى للمزارعين المحليين.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يستفيد مزارعو المكاديميا في حال نجاح المفاوضات، إذ تسعى كينيا إلى التفوق على جنوب أفريقيا لتصبح المصدر الرئيسي لمكسرات المكاديميا إلى الولايات المتحدة.
وعرضت جين مايغوا الرئيسة التنفيذية لجمعية مكاديميا في كينيا، مكسرات المكاديميا الكينية كمنتج فاخر، يُزرع عضويًا من قِبل أكثر من 200 ألف مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة.
والجدير بالذكر أن هذه المكسرات تخضع لرسوم جمركية بنسبة 10% مقارنةً برسوم جمركية بنسبة 30% المفروضة على المكسرات الجنوب أفريقية، مما يزيد من جاذبيتها للمشترين الأمريكيين.
وسيُناقش وزير التجارة الكيني، الذي يقود وفدًا إلى الولايات المتحدة، أهمية المنتجات الزراعية الكينية من خلال لقاءات مع وزارتي التجارة والزراعة الأمريكيتين، وحاكم ولاية كارولينا الجنوبية، وجهات فاعلة من القطاع الخاص.
كما سيشارك الوفد في مؤتمر الشاي في أمريكا الشمالية.
لدى وول مارت تاريخٌ مُعقّد في السوق الكينية، إذ سعت لدخول السوق قبل أكثر من عقدٍ من الزمن بعد استحواذها على شركة ماس مارت الجنوب أفريقية عام ٢٠١١. في البداية، سعت شركة التجزئة الأمريكية العملاقة إلى ترسيخ وجودها في كينيا من خلال السعي وراء سلسلة متاجر محلية كهدفٍ للاستحواذ.
إلا أن محاولةً لشراء حصةٍ مُسيطرةٍ في السلسلة باءت بالفشل عام ٢٠١٣ بسبب نزاعاتٍ على الملكية داخل العائلة المعنية.
بعد مواجهة عقباتٍ في استراتيجية الاستحواذ، قررت وول مارت بناء عملياتها الخاصة في كينيا.
في عام ٢٠١٥، افتتحت ماس مارت متجرًا رئيسيًا للألعاب في مركز جاردن سيتي التجاري بنيروبي، بدعمٍ من استثمارٍ قدره ٢٥٠ مليون دولار.
على الرغم من هذه الجهود، واجهت وول مارت صعوبةً في منافسة منافسيها الراسخين، مثل شركة التجزئة الفرنسية العملاقة، التي نجحت بسرعةٍ في تأمين مواقع بيعٍ رئيسيةٍ في مناطق رئيسية.
على الرغم من التحديات، واصلت وول مارت سعيها للتوسع، وكشفت عن استراتيجيتها “انمو في أفريقيا” عام ٢٠١٩، والتي تضمنت خططًا لافتتاح المزيد من متاجر الألعاب وإطلاق مستودع “بيلدرز ويرهاوس” في نيروبي.
بحلول عام 2022، أنشأت شركة وول مارت أربعة منافذ بيع في كينيا، وهي بصمة متواضعة مقارنة بسلاسل المتاجر الكبرى الرائدة.