انتبهوا.. خطر يواجه الخرطوم

39

انتبهوا.. خطر يواجه الخرطوم

وجه النهار

هاجر سليمان

عملية أمنية خطيرة تكشف تفاصيل مثيرة حول تواجد الميليشيا بالخرطوم..!!

(سادومبا) الدعامي يكشف تفاصيل صادمة حول رفاقه وأماكن تواجدهم..

يقظة الشرطة أوقعت بأخطر ميليشي في قبضتها..

(سادومبا) أو (عيون) كما يحلو لرفاقه تسميته بسبب اتساع عينيه الكبيرتين، وجهٌ مألوفٌ لكل من اُقتيد إلى معتقلات الميليشيا المنتشرة بحي الفيحاء، أو قادته الظروف إبان الحرب للمرور بارتكاز (الإبداع) الشهير.

ليلة سقوط (سادومبا) كان قد خطط للسطو على منزل لمواطن لا زال نازحًا تاركًا منزله الفخيم بحي الفيحاء مربع (٣). كان سادومبا بكثرة متابعاته ومراقبته للمنازل والأحياء حينما كان ميليشيًا معسكرًا بارتكازه الشهير الواقع قرب مدرسة الإبداع بالفيحاء، حيث أطلق على الارتكاز نفسه اسم الإبداع ولعلهم كانوا يتبدعون في تعذيب المواطنين وتطبيق فنون الإرهاب عليهم، لذلك كان وجهه مألوفًا خاصةً حينما يأتي حاملاً سلاحه ليبقى بالارتكاز. فكانت تلك الفترة كفيلة بأن تكسبه معلومات غزيرة حول المنازل وما بها من مقتنيات وكنوز وأدواتٍ ثمينة.

حينما دلف الدعامي سادومبا إلى المنزل وشرع في تفكيك المكيفات استعدادًا لسرقتها ونقلها، لم يكن يعلم أن الشرطة له بالمرصاد، فقد استبقت الشرطة جميع عصابات الخرطوم وتقدمتهم بخطوات في (ماراثون) تحقيق الأمن، فكانت الشرطة أن نشرت عيونها في كل الأحياء لدراسة تحركات المواطنين، وإن دعا الأمر فإن الشرطة قد تراقب سلوكك حتى ولو كنت داخل (المرحاض)، وذلك تحوطًا منها لمنع وقوع جريمة وقد كان.

وصلت معلومات بأن شابًا دلف إلى منزل أصحابه غير متواجدين ويقوم بتفكيك أجزاء أجهزة التكييف. لم تمض دقائق حتى استفاق صاحبنا على قوة من الشرطة تحاصره وتحيط به إحاطة السوار بالمعصم واقتادته إلى حيث قسم الشرطة وشرعت في التحقيق معه.

أثناء التحريات وردت للشرطة معلومات تشير إلى أن المذكور ربما كان يتعامل مع الميليشيا. ولكن الشرطة لا تتعامل ب(ربما)، وإنما تقطع الشك باليقين، بل تضع الميليشيا نصب عينيها أثناء التحريات.

(سادومبا) يقطن مع أُسرته التي تعمل في حراسة مبانٍ تحت التشييد بالمنطقة. وحينما اندلعت الحرب، انضم المذكور لصفوف الميليشيا وظلّ يعمل بالارتكاز القريب من منزله. ولا تنسى (الشفشفة) التي ظلت حاضرة في كل عملياته التي مارسها مع الميليشيا والتي استهدفت منازل الأبرياء.

هو يقول في سياق اعترافاته وحديثه إنّ زملاؤه (الميليشيون) لا يزالون بالعاصمة القومية، وإنهم ينتشرون هنا في شرق النيل وهناك في الخرطوم في جنوب الحزام. وإنّه يقابلهم ولكنهم حذرون وحريصون على السير بهدوء وإخفاء أنفسهم والاختباء بعيدًا عن الأنظار.

أضاف أنه حينما اكتسح الجيش شرق النيل غادرها هو متوجهًا إلى الخرطوم، حيث احتمى بمنزل صديقه بحي الأزهري لأشهر قبل أن يعود إلى شرق النيل ظنًا منه أن السلطات الأمنية تنام في سلام، ولم يتوقع أن يسقط في يد الشرطة، وكان يظن أنه حتى وإن سقط فهو لصٌ عادي قادته الحاجة لتسور المنازل. وكان يظن أن صبغة الميليشيا ستنتفي عنه، ولكن خاب ظنه والتحية للشرطة ولجهاز المخابرات بعناصرهم الأكفاء الذين ظلوا يرصدون كل تحركات الميليشيا من أصغر عنصر لأكبرهم.

قبضة سادومبا تدق ناقوس الخطر وتفتح أبواب المطالبات على مصراعيها بشن حملات أمنية مكثفة تستهدف مقاتلي الدعم السريع الذين لا زالوا يختبئون في منازل بمناطق طرفية بشرق النيل وجنوب الحزام.

هؤلاء الملايش هم القنبلة الموقوتة التي تهدد أمن العاصمة ونخشى أن تكون سلطاتنا الأمنية مستعدة لأي سيناريوهات أفظع قد تشهدها الأيام القادمة في حال لم يتم توقيف واجتثاث عناصر الميليشيا وأزرعها التي لا زالت بالعاصمة تسرح وتمرح دون رقيبٍ أو حسيب.

كسرة..

على المواطنين العودة إلى منازلهم رغم ظروف البعوض والذباب ورغم الملاريا والضنك إلا أن أمثال سادومبا منتشرين لتفريغ ما تبقى بالمنازل، وهنالك آخرين يخططون للاستيلاء على منازل مواطنين تحت تهديد السلاح. لذلك، ليس هنالك أسوأ من أن تفقدوا منازلكم نهائيًا ولكن الملاريا والضنك مقدور عليهما.

whatsapp
أخبار ذات صلة