إشارة “أممية” إلى تحالف “تأسيس” تثير الجدل في السودان
متابعات- تاق برس- أثار تصريح المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة من نيروبي، والذي أشار فيه إلى تحالف “تأسيس”، نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، باعتبارها المرة الأولى التي يرد فيها اسم التحالف في سياق أممي.
وأعلن رمطان العمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام لـ”الأمم المتحدة، عودته إلى المنطقة مجددا، انطلاقا من نيروبي، لمناقشة جهود السلام مع الأطراف السودانية، بما في ذلك تحالف “تأسيس” المنشأ حديثا.
وقال في تغريدة على منصة إكس إنه وفقًا لبيان مجلس الأمن الأخير، يدعو الجميع إلى الانخراط في حوار بنّاء يفضي إلى حل مستدام.
وتعتبر هذه أول إشارة من مسؤول في الأمم المتحدة عن تحالف تأسيس باعتباره أحد المكونات السياسية في السودان، وهو أمر ربما قد لا يشير إلى اعتراف بقدر ما انه يأتي في إطار البحث عن حلول للأزمة مع كافة المكونات، وكان مجلس الأمن الدولي قد أعلن رفضه القاطع الاعتراف بالحكومة التي شكلها تحالف تأسيس واعتبرها مهددا لوحدة السودان.
ووجدت إشارة لعمامرة عن تحالف تأسيس إشادة واستحسان من مكونات التحالف حيث قال عمار نجم الدين القيادي في التحالف إن تصريح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة وضع نهاية رمزية وقانونية لمقولة “الشرعية الوحيدة” التي يتغنى بها نظام بورتسودان.
ونوه إلى انه حينما يذكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة “تأسيس” بالاسم ويضعه في خانة “الأطراف السودانية”، فإن ذلك ليس مجرد انزلاق لفظي، بل فعلٌ محسوب في لغة الدبلوماسية الدولية، لغة الأمم المتحدة لا تُكتب اعتباطًا، وكل كلمة فيها تُبنى على سوابق قانونية وحسابات سياسية دقيقة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أكد في وقت سابق عدم اعترافه بما يُعرف بـ”الحكومة الموازية” التي أعلنها التحالف. إلا أن ذكر لعمامرة له فتح المجال أمام تساؤلات حول طبيعة هذا التوجه، وإن كان يعكس مجرد صياغة دبلوماسية أم بداية لتغير في خطاب المنظمة الدولية.
داخل السودان، تباينت ردود الفعل؛ حيث رأى بعض قيادات “تأسيس” أن الخطوة تحمل دلالات إيجابية قد تعكس تحولاً في الموقف الدولي، في حين أوضحت مصادر دبلوماسية أن الإشارة لا تعني اعترافاً رسمياً، وإنما تأتي في إطار الحرص على شمولية الحوار مع جميع المكونات.
ويعتبر مراقبون أن إدخال أسماء أطراف جديدة في الخطاب الأممي يشير إلى إدراك متزايد لتعقيدات الأزمة السودانية، التي لم تعد مقتصرة على المواجهة بين الجيش والدعم السريع، بل تشهد بروز قوى وكيانات أخرى تسعى لإيجاد موقع لها في العملية السياسية.