سجون من “حاويات” ومص دماء.. “الدعم السريع” تحتجز الفارين من الفاشر وتبتز ذويهم

33

متابعات- تاق برس- في مشهد يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، حولت قوات الدعم السريع بلدة أبوزريقة إلى ما يشبه معتقلًا جماعيًا، حيث أقامت سجونًا من “حاويات” معدنية وزجت بداخلها عشرات الفارين من مدينة الفاشر، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، وسط ظروف مأساوية وصفها شهود بأنها “جحيم حقيقي”.

شهادات ناجين أكدت أن عناصر الدعم السريع لم تكتف باعتراض طريق المدنيين الفارين من المعارك، بل تقوم باعتقالهم أو تصفيتهم ميدانيًا بالرصاص.

 

كما يدير قادة الدعم السريع شبكة من السجون بمحيط الفاشر، أبرزها مبنى الإمدادات الطبية شرق جنوب المدينة، ومعسكر جديد السيل شمال شرقها، إضافة إلى مقر احتجاز في مخيم زمزم للنازحين، حيث يحتجز المئات في ظروف بالغة السوء.

 

أحمد أبو القاسم، أحد المعتقلين السابقين، كشف لـ سودان تربيون أنه أحصى أكثر من 150 معتقلًا داخل مدرسة في أبوزريقة، بينهم جرحى في حاجة ماسة للعلاج، لكنهم يُتركون ينزفون حتى الموت. وأشار إلى أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب الوحشي والحرمان من الدواء، بل وحتى سحب الدم منهم بالقوة.

 

ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، إذ أكد معتقلون سابقون أن ذويهم أُجبروا على دفع فدية مالية ضخمة مقابل إطلاق سراحهم، حيث روى أحدهم أنه لم يغادر السجن إلا بعد أن دفعت أسرته خمسة ملايين جنيه سوداني (نحو 1500 دولار). أما من تعجز أسرهم عن الدفع، فيُتركون عرضة للتعذيب المتواصل.

 

وبحسب المصادر، حددت الدعم السريع منطقة قرني غرب الفاشر كنقطة تجميع للفارين، على أن يتم ترحيلهم لاحقًا إلى مناطق تسيطر عليها حركات مسلحة. لكن وعود “الحماية” التي تسوقها هذه القوات سرعان ما تتكشف كغطاء لممارسات وصفت بأنها “جرائم ممنهجة” تشمل القتل، التعذيب، الابتزاز، والاختفاء القسري لمئات المدنيين.

whatsapp
أخبار ذات صلة