محسوبيات وتدخلات وتمرير قرارات وراء استقالة عمر صديق من “الخارجية”
متابعات- تاق برس- أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن استقالة السفير عمر صديق، وزير الدولة، يوم الأربعاء، في خطوة مفاجئة أثارت اهتمام الرأي العام. تأتي الاستقالة بعد تصاعد تدخلات إدارية من شخصيات مقربة من رئاسة الوزراء، حسبما أفادت مصادر مطلعة لصحيفة السوداني.
وأوضحت المصادر أن العقيد نزار عبد الله، مدير مكتب رئيس الوزراء، والسفير بدر الدين الجعيفري، مستشاره، سعيا للتأثير على قرارات تتعلق بتنقلات السفراء وتعيينات البعثات الخارجية خارج الأطر الرسمية المعتمدة، وهو ما رفضه السفير صديق، مؤكداً أن هذه القرارات تخضع لدراسات دقيقة وتقييم الأداء والكفاءة من قبل الإدارات المختصة.
السفير صديق، الذي يمتلك خبرة دبلوماسية تفوق 45 عاماً، كان قد استدعِي من منصبه كسفير في الصين لتولي مهام وزير الدولة بوزارة الخارجية بترشيح من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ويُعرف عن صديق مهنيته وصرامته في الالتزام بالإجراءات الرسمية، ما جعله يرفض التدخلات الإدارية المتكررة التي حاول نزار والجعيفري فرضها.
وأشارت المصادر إلى أن الخلافات تضمنت محاولات لتغيير وكيل الخارجية السفير حسين الأمين الفاضل لصالح السفير إدريس إسماعيل، وهو قرار كان مرتبطاً بخلافات سابقة، إضافة إلى محاولات تمرير تعيينات إدارية دون مكاتبات رسمية، الأمر الذي شكل عاملًا رئيسيًا في قرار الاستقالة.
وفي رسالته الوداعية لمنسوبي الوزارة، أكد صديق أن قراره جاء أيضاً لإفساح المجال أمام وزير الخارجية الجديد، السفير محي الدين سالم، لقيادة العمل الدبلوماسي، مشيداً بتعاون العاملين وتفانيهم، ومؤكداً أنه سيستمر في الدفاع عن مصالح السودان العليا بخبرته وفكره وقلمه. واختتم كلماته بالدعوة إلى السلام والاستقرار، معبراً عن حبه العميق للوطن بقوله: “عشقت السودان حد الإدمان”.
تأتي الاستقالة في وقت حساس يواجه فيه السودان تحديات سياسية ودبلوماسية معقدة، ما يضع وزير الخارجية الجديد أمام مسؤولية كبيرة في قيادة الوزارة والحفاظ على استقلالية قراراتها المهنية.