الجزائر.. حصانة جوية نادرة ضد الهجمات الإسرائيلية في سماء عربية مكشوفة

21

ضخت الجزائر استثمارات كبيرة لتطوير قدراتها الدفاعية بأسلحة ومنظومات روسية وصينية

 

متابعات – تاق برس- رغم أن دولًا عربية عديدة استثمرت خلال العقدين الأخيرين في شراء مقاتلات حديثة ومنظومات دفاعية باهظة الثمن، فإن تقريرًا نشرته مجلة Military Watch أشار إلى أن الجزائر تظل الاستثناء الأبرز في المنطقة، حيث نجحت في بناء شبكة دفاع جوي متكاملة تُصنّف ضمن الأكثر تحصينًا أمام أي هجوم جوي محتمل، سواء من إسرائيل أو من قوى غربية.

 

درس ليبيا.. بداية استراتيجية الدفاع الجوي

يُشير التقرير إلى أن الجزائر قرأت مبكرًا درس سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا عام 2011، حين أدى التدخل الجوي الغربي إلى انهيار الدولة المجاورة خلال أشهر. منذ ذلك الوقت، سارعت الجزائر إلى ضخ استثمارات كبيرة في تطوير قدراتها الدفاعية، متجهة بخياراتها نحو مورّدين غير غربيين مثل روسيا والصين، لتجنب القيود السياسية والتكنولوجية التي غالبًا ما ترافق الصفقات مع الولايات المتحدة أو أوروبا.

 

 

شبكة دفاعية متكاملة ومتعددة المستويات

العمود الفقري لمنظومة الجزائر يتمثل في مزيج من أنظمة الصواريخ بعيدة المدى S-300PMU-2 وS-400 الروسية وHQ-9 الصينية، مدعومة بقدرات متوسطة المدى مثل BuK-M2، إضافة إلى منظومات رادارية وحرب إلكترونية متقدمة، ما يمنح الجزائر قدرة نادرة على رصد واعتراض أي تهديد جوي على أكثر من مستوى.

 

أسطول جوي متطور يعزز التفوق

إلى جانب منظومات الدفاع، طوّرت الجزائر أسطولًا جويًا ضخمًا يضم أكثر من 70 مقاتلة Su-30MKA، مع إدخال مقاتلات Su-35 للتفوق الجوي، إضافة إلى نسخ مطوّرة من MiG-29M، ما يجعلها تملك واحدًا من أحدث الأساطيل في المنطقة مقارنةً بدول عربية تعتمد بشكل أساسي على نسخ محدودة القدرات من طائرات غربية مثل F-16.

 

 

التدريب والجاهزية.. عامل الحسم

ويؤكد التقرير أن التفوق الجزائري لا يقتصر على امتلاك المعدات الحديثة، بل يشمل أيضًا مستوى التدريب والانضباط العملياتي للأطقم القتالية، وهو عامل حاسم يرفع من كفاءة المنظومة الدفاعية ويجعلها أكثر فعالية في مواجهة أي تهديد محتمل.

 

 

التوازن الإقليمي: الجزائر نموذج استثنائي

 

يرى مراقبون أن التجربة الجزائرية تكشف عن مسارين متباينين في المنطقة: الأول تقوده دول اعتمدت على المنظومات الغربية وظلت رهينة لقيودها التقنية والسياسية، والثاني اختطته الجزائر بالتحرر من هذه التبعية وبناء مظلة دفاعية مستقلة.

 

هذا التباين –وفقًا لتقديرات عسكرية– ينعكس مباشرة على ميزان الردع مع إسرائيل. فبينما تظل معظم الأجواء العربية مكشوفة أمام سلاح الجو الإسرائيلي، تبدو الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في خلق معادلة مضادة تجعل أي حسابات إسرائيلية أو غربية لشن هجوم عليها أكثر تعقيدًا وكلفة.

 

وبذلك، لا يقتصر التفوق الجزائري على كونه إنجازًا تقنيًا أو عسكريًا فحسب، بل يطرح أيضًا تساؤلات أوسع حول مستقبل الأمن العربي: هل يمكن لدول أخرى أن تحذو حذو الجزائر وتبني منظومات دفاعية أكثر استقلالية، أم ستظل سماء المنطقة رهينة للتفوق الإسرائيلي والغربي؟

 

وتعد الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تجمع بين استقلالية التوريد، الأسطول المتطور، والمنظومة الدفاعية متعددة الطبقات، ما يمنحها أجواء أكثر أمانًا مقارنة بجيرانها.

whatsapp
أخبار ذات صلة