ثغرات وأزمات.. صادرات اللحوم السودانية تتوقف والإناث يتم تهريبها إلى السعودية

15

متابعات- تاق برس- كشف رئيس شعبة مصدري اللحوم ونائب رئيس اتحاد غرف الزراعة والإنتاج الحيواني الدكتور خالد المقبول، عن توقف كامل لصادرات اللحوم السودانية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج منذ نحو عام،

 

وأشار إلى أن غياب معامل معتمدة وفق شهادة ISO 17025 يمثل عقبة رئيسية أمام استئناف التصدير.

 

وأوضح المقبول أن السلطات السعودية أوقفت الصادرات بعد إعلان السودان عن تفشي وباء الكوليرا، مؤكدة ضرورة استصدار شهادات من معامل مجازة قبل السماح بإعادة التصدير، رغم أن السودان حصل على مهلة عام كامل قبل الحرب لتجهيز المعمل المطلوب.

 

وأضاف أن وزارة الثروة الحيوانية وصلت إلى مراحل متقدمة، بما في ذلك دفع مبلغ يقارب 10 آلاف دولار للحصول على الشهادة، إلا أن اندلاع الحرب أجّل الإنجاز وأعاد البلاد إلى نقطة البداية.

 

وأشار المقبول إلى أن جميع المحاولات للحصول على الاعتماد من المعمل القومي لصحة الإنسان (إستاك) أو الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس باءت بالفشل. ولفت إلى أن السعودية رفضت اعتماد هذه الشهادات، رغم قبول منظمة الصحة العالمية لها، وهو ما يعكس وجود ثغرات كبيرة في النظام الرقابي.

 

وأضاف أن البنية التحتية للقطاع تضررت بشكل كبير جراء الحرب، إذ تقلص عدد المسالخ العاملة إلى مسلخين فقط، وتوقف مسلخ تالا في شندي بعد ظهور الكوليرا، في حين توقفت صادرات باقي الدول بسبب إغلاق مطار الخرطوم وتعقيدات النقل البري والثلاجات، بالإضافة إلى خلافات بين الجمارك وهيئة ميناء عثمان دقنة.

 

أما الصادرات إلى مصر، فقال المقبول إن توقف اللجنة الفنية لمراقبة جودة الشحنات ومنح ختم الجودة أدى إلى تعطيل الصادرات، رغم محاولات إدخال طرف ثالث دولي لضمان مطابقة الشحنات للمواصفات، إلا أن هذا الحل لم يُفعّل بعد.

 

وأشار المقبول إلى أن الحرب أضرت بسلاسل الإمداد، إذ أصبحت الحيوانات تسلك طرقًا أطول، ما زاد من التكاليف المالية والزمنية، وأرهق الحيوانات، مما انعكس على ارتفاع أسعار اللحوم.

 

وأكد أن تجارة الضأن تواجه خللاً واضحاً، حيث يتم تصدير حملان صغيرة رغم منع ذلك وفق الاتفاقية مع السعودية، كما عبّر عن غضبه من تصدير الإناث بأعداد ضخمة، التي تُعاد تربيتها في السعودية رغم الحظر، واصفاً ذلك بـ”الواقع المرير لصادر اللحوم”.

 

واستعرض المقبول جهود منظومة الصناعات الدفاعية لمعالجة هذه المشكلات، من خلال إنشاء معمل حديث في منطقة الكدرو بعد صيانة المسلخ القديم، وتم افتتاحه بحضور عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر.

 

وأكد أن العمل مستمر لاستكمال النواقص ودفع المستحقات للجهات المعنية، بهدف أن تصبح هذه المعامل مرجعيتين نهائيتين، تمتلكان كافة الشهادات والمعدات اللازمة للفحوصات، بما يضمن جودة وموثوقية صادر اللحوم السودانية على الصعيدين المحلي والدولي.

 

واختتم المقبول حديثه بالتحذير من استمرار الثغرات وضعف التنسيق بين الجهات المختلفة، مؤكداً أن تجاهل هذه القضايا قد يعرض السودان لفقدان أسواقه المهمة ويضاعف خسائر قطاع اللحوم الحيوي.

whatsapp