مرضى غسيل الكلى في خطر
قضية خطيرة.. مرضى غسيل الكلى في خطر..!!
كتبت- هاجر سليمان
وزارة الصحة الخرطوم تفرض وصايتها على مراكز الغسيل وتتنصل عن مسؤولياتها..
منظمة أطباء بلا حدود.. (نشاط مشبوه).. ماذا وراء ذلك الوجه الإنساني؟!
اليوم نحن أمام قضية خطيرة جدًا ألا وهي قضية مرضى الفشل الكُلوي. هؤلاء المرضى يعانون أيما معاناة للوصول إلى مراكز الغسيل وإجراء اللازم. وفوق كل ذلك، تضايقهم الدولة بوضع المتاريس والعراقيل أمامهم، ليزدادوا معاناةً فوق معاناتهم.
التردد للمركز..
بسبب الحرب أُغلقت جميع مراكز الغسيل عدا بعض المراكز التي ظلت صامدة تقدم خدماتها. وبين تلك المراكز، مركز غسيل الكلى بألبان جديد. ذلك المركز ظل يقدم خدماته للمرضى ومن فرط تزايد أعداد المرضى الذين يردون للمركز من محليات بحري وشرق النيل وحتى الخرطوم وبعض مرضى أم درمان اُضطر العاملون بالمركز لتقسيم العمل إلى ثلاث ورديات في اليوم بواقع خمسة عشر مريضًا لكل وردية، أي خمسة وأربعون مريضًا يجرون الغسيل خلال اليوم الواحد.
مشهد أول..
قبل تحرير العاصمة وإبان الحرب، ظلت منظمة أطباء بلا حدود العالمية تقدم خدماتها للمستشفى طيلة عامين ونيف. ولكن ما أن تم تحرير شرق النيل وفي يونيو تحديدًا، غادرت أطباء بلا حدود السويسرية المستشفى وأوقفت خدماتها نهائيًا، بل وأوقفت دعمها الذي كانت تقدمه للمركز وللكادر الطبي، وأوقفت حصة الوقود التي كانت توفرها لأجل الغسيل.
وهذا حدث دون أي تدخل أو إيعاز من قبل الدولة، مما يعني أن هذه المنظمة كانت تمارس نشاطًا استخباريًا أدى لمغادرتها المشهد وإيقافها الدعم فور انتصار الجيش السوداني على عدوه.
من هذا المنطلق، نطالب جهاز المخابرات بإخضاع المنظمة للتقييم ومتابعة أنشطتها التي تمارسها في مناطق الحروب بعيدًا عن عين السلطات الأمنية بالتعاون مع الميليشيا.
لماذا توقفت (أطباء بلا حدود) وأوقفت دعمها فور انتصار الجيش ودخوله العاصمة؟؟؟
وهل للأوبئة المنتشرة بالعاصمة علاقة بهذه المنظمة؟؟
نطالب بفتح تحقيق مخابراتي حول المنظمة “والكلام ليك يا أمن ولاية الخرطوم، وأمن محلية شرق النيل على وجه الخصوص”.
مشهد ثانٍ..
توقف منظمة أطباء بلا حدود، وتوقف دعمها للكادر الطبي، وتوقف حصة الوقود المحددة للمركز، ألقى بظلالٍ سالبة على مركز غسيل الكُلى وأولها أن تذبذب التيار الكهربائي لما له من تأثيرات خطيرة على مرضى الكُلى كان لا بد من توفر وقود لتشغيل المولد أوتوماتيكيًا فور انقطاع الكهرباء.
إلا أنه لا جهة توفر الوقود للمركز الذي ظلت إدارة مستشفى ألبان جديد تتعطف عليه وتمنحه بعض الوقود خصمًا على حصة غرفة العمليات بغرض استكمال عمليات الغسيل للمرضى، وذلك التعاطف من إدارة المستشفى تقديرًا لظروف المرضى. فأين وزارة الصحة ولاية الخرطوم من ذلك؟؟ أضف إلى ذلك أن العاملين بمراكز الغسيل بولاية الخرطوم لم يتسلموا استحقاقاتهم لشهرين متتاليين مما يهدد بتوقفهم وإضرابهم. وبالتالي، توقف مراكز الغسيل وهذا سيلقى بظلال تنعكس سلبًا على مرضى الفشل وتعرضهم للخطر.
مشهدٌ مؤلم..
الأمر العجيب أنه حينما كانت مراكز غسيل الكُلى تتبع للمركز القومي لغسيل الكُلى الاتحادي لم تكن هنالك أي مشاكل، فقد كان كل العاملين والكوادر الطبية التابعين لتلك المراكز يتلقون استحقاقاتهم شهريًا أولاً بأول، وكانت كل الخدمات متوفرة بمراكز غسيل الكُلى وتصلها حصصها من الوقود والمعينات أولاً بأول.
ولكن، قبل نحو أربع سنوات، أصرت وزارة الصحة الولائية على أن تتغول على تلك المراكز وأن تسيطر عليها. وبالفعل، تبعت تلك المراكز لوزارة الصحة الولائية. وبالطبع، لا أحد يطالب بأعباء إضافية ما لم يحقق مكاسب شخصية من وراء ذلك، والساعي لمصلحة نفسه ليس كالساعي لمصلحة الشعب، وقد كان. فمنذ أن تولت الصحة الولائية مسؤولية هذه المراكز وأصبح الأداء متراجعًا، حيث تتسلم “الولائية” أموال واستحقاقات العاملين بتلك المراكز وأموال الخدمات من الصحة الاتحادية ولكنها تماطل في الدفعيات.
وتمارس الصحة الولائية سوءًا في تقديم الخدمات للمراكز والدليل على ذلك أنها لم تقدم وقودًا لمركز غسيل الكُلى طيلة شهرين متتاليين، ولم تمنح العاملين بتلك المراكز استحقاقاتهم، فأين تذهب الأموال التي تتسلمها “الولائية” من “الاتحادية”؟؟؟
الآن حتى حالة العنابر بتلك المراكز أصبح المواطنين و(فاعلي الخير) هم من يقومون بتحسين بيئتها فأين وزارة الصحة من تلك الخدمات؟؟
مركز غسيل الكُلى الآن يعاني نقصًا حادًا في الوقود وعدم تسلم الكوادر العاملة لاستحقاقاتهم مما ينذر بالتوقف عن العمل. وبالتالي، توقف خدمات الغسيل للمرضى مما يعرض حياتهم للمخاطر.
وزارة الصحة ولاية الخرطوم في أسوأ حالاتها، وتعاني ترديًا واضحًا في تقديم الخدمات للمستشفيات الولائية وليس لها دور ملموس. وهذا يعني ضعف مسؤولي هذه الوزارة ابتداءً من وزيرها..
نرفع هذا الأمر للسادة والي الخرطوم، ووزير الصحة الاتحادي..
سنعود لفتح ملفات صيانة المستشفيات، والمنحة السعودية، والعربات التي وصلت، وكيف قُسِمت..
كسرة..
السيد وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم أين ذهبت الـ(٧٥) عربة إسعاف التي قدمتها حكومة اليابان منحة للسودان “راحت وين”؟؟؟