الطاهر ساتي يكتب وجهة نظر
كتب- الطاهر ساتي
قرية كبيرة ومنتجة بكردفان اسمها ( اُم قرناً جاك)، وتجاورها قرية صغيرة تسمى (مومو).. وعندما زار نميري المنطقة، جاء أهالي (أم قرناً جاك) بلافتات ضخمة وهم يهتفون بصوت جهير : (أم قرناً جاك تُحي الثورة)، ومن خلفهم أقلية القرية المجاورة تُردد بصوت خافت: (مومو كمان)..!!
:: وهكذا نشطاء حمدوك..كانوا في ثبات عميق، وبمعزل عن الجماهير، حتى أصدرت اللجنة الرباعية بيانها الصاخب، فخرج النشطاء يرددون خلفها بهمس خجول (دي نفس رؤيتنا).. وهكذا هم دائماً، أي لا يزالوا – كالعهد بهم – في محطة (رد الفعل)، ولم يبارحوها بحيث يكونوا (الفعل) ..!!
:: نعم، إمعة أبوظبي – المسماة بصمود – لم تستقل بعد بحيث تطرح للشعب السوداني مشروعاً وطنياً جديراً بالقبول أو بالنقاش.. فالنشطاء لم يستقلوا بعد، بل لايزالوا في كنف الكفيل ينتظرون الحلول الأجنبية ليتبنوها، كما فعلوا بالإتفاق الإطاري، بحيث لم يكن لهم فيه غير جهد الإطلاع عليه..!!
:: وحمدوك يعلم بأن الحوار في حد ذاته ليس الغاية، بل وسيلة لتحقيق الغاية، و قد بدأته الحكومة بجدة بعد أسابيع من الحرب، ولم تكن جرائم الجنجويد قد بلغت حد شنق النساء على فروع الأشجار..ومع ذلك، لأن سيرة منبر جدة تٌصيب أبوظبي بالحمى، يتجنب حمدوك سيرته..!!
:: ويعلم حمدوك بمساعي أبوظبي لإيجاد موطئ قدم في منبر جدة، لإعادة المليشيا كما كانت، ولكن موقف السودان حال دون ذلك.. وبعد أن خاب مسعاها في منبر جدة، إختلقت أبوظبي اجتماع جنيف الذي رفضته الحكومة من حيث المبدأ، لمشاركة الإمارات فيه كوسيط ظاهرياً و كجنجويد جوهرياً..!!
:: وبعد المحاولتين الفاشلتين في جدة وجنيف، لم تستسلم أبوظبي..تحركت هنا وهناك، وأخرجت الرباعية وبثت فيها الروح بعد أن قبرتها حرب جنجويدها.. ولكن لم – ولن – يتغير الموقف المبدئي الصحيح لبلادنا، وهو الموقف الرافض لكل ما يصدر عن اللجنة الرباعية طالما الإمارات أحد أضلاعها..!!
:: ويعلم حمدوك بأن معركة الشعب في حقيقتها ضد مشيخة أبوظبي، والجنجويد ( مخلب قط)..وعليه، فليخدم حمدوك المشيخة كما يشاء، فالعمالة صارت حرية شخصية و( وجهة نظر).. أما بلادنا، فبحول الله و قوته، ثم تضحيات شعبها وبطولات جيشها، فهي قادرة على المقاومة و الإنتصار وفرض السلام ..!!