خريطة جديدة لمناطق حواكير القبائل في السودان
متابعات- تاق برس- أثارت خريطة توضح مناطق حواكير القبائل السودانية نشرها الباحث الأكاديمي الدكتور محمد الفاتح، جدلاً واسعًا بين الباحثين والمهتمين بالشأن الاجتماعي في البلاد.
وتعرض الخريطة تصنيفًا دقيقًا لأبرز القبائل في مختلف الولايات، مع إبراز مناطق الحواكير التي تمثل امتدادًا تاريخيًا للأنشطة الزراعية والرعوية لكل قبيلة.
وتهدف الخريطة إلى “توثيق التوزع الجغرافي للقبائل ومناطق تواجدها التقليدية”، ودعم البحث العلمي وفهم التركيبة الاجتماعية والثقافية للسودان، بعيدًا عن أي أهداف سياسية.
وعلق الباحث موسى مولا على الخريطة قائلا بأن الحواكير جاءت حديثا بعد تاريخ الاحتلال الإنجليزي، إذ أن بعض القبائل كانت رعوية متنقلة ولا تمتلك حواكير ثابتة.
وأوضح أن التاريخ القبلي في السودان يمكن تقسيمه إلى ثلاث حقب رئيسية: قبل التركية، قبل سلطة الفونج، وعهد ما قبل دخول العرب، مع مرحلتين فرعيتين هما عهد ملوك الفاطميين والعباسيين.
من جهته، رأى محمد علي أن الخريطة “يمكن استخدامها كمرجع أولى لحل النزاعات حول الأرض، إذا تم دعمها بوثائق ووصف طوبوغرافي دقيق على الأرض”، ما يبرز بعدًا عمليًا للخرائط العلمية في النزاعات القبلية الحديثة.
وقال بعض الخبراء إن الخريطة قد تصبح أداة مرجعية مهمة للباحثين وصانعي السياسات، لكنها تحمل في الوقت نفسه احتمال إثارة حساسيات، نظرًا للطبيعة الدقيقة والحساسة للتوزيع القبلي في السودان.
ودعوا إلى الاستفادة منها في الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية، مع الحفاظ على الهدف العلمي بعيدًا عن أي استغلال سياسي.