تنسيقية لجان المقاومة الفاشر تشن هجومًا على السلطة المركزية و”من يتنقلون بين العواصم والفنادق”
متابعات – تاق برس- شنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر هجومًا عنيفًا على السلطة المركزية وقيادات دارفور، وقالت إنهم يقفون على “الرصيف يتفرجون على الموت، وكل ما يفعلونه مؤتمرات صحفية فارغة وزيارات خارجية لا تفك حصارًا ولا تُطعم جائعًا ولا توقف نزيفًا”.
ولفتت التنسيقية إلى أن الحصار والخناق اشتد، والموت في كل زاوية، ومنذ أكثر من عامين ونصف والفاشر تقاتل نيابة عن الجميع، تُركت وحدها حينما كان الأطفال يختنقون بالجوع، والأمهات يتم تصفيتهم في مراكز الإيواء، والشيوخ يُقتلون بدم بارد. تُركت الفاشر في العراء بين مطرقة المليشيات وسندان الخذلان الرسمي.
وأضافت في منشور لها على صفحتها: “فالسلطة المركزية الغارقة في حسابات وهمية واستعراضات إعلامية عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم أو حتى إرسال شاحنة غذاء”.
واتهمت المقاومة قيادات حركات دارفور العسكرية والسياسية ـ التي وُلدت من رحم المعاناة ـ بأنهم أصبحوا جزءًا من السلطة، وهمهم التنقل بين الفنادق والعواصم، تاركين جنودهم وضباطهم وكافة مواطني الفاشر للحصار والتجويع، وكأن القضية انتهت عندهم، وكأن الفاشر ليست جزءًا من دارفور ولا دارفور جزءًا من الوطن.
ونبهت مقاومة الفاشر في رسالة إلى المواطنين: “نحن نقاتل اليوم على جبهتين واضحتين، الأولى ضد ما سمتها مليشيات آل دقلو، التي تحاول بوحشية أن تبتلع ما تبقى من السودان، وساعية لإخضاع مدينة الفاشر بقوة السلاح والإرهاب والتجويع والتطهير العرقي. إنهم لا يحاربون جبهة عسكرية، لكنهم يستهدفون المدنيين، الأطفال، النساء، والمسنين في محاولة لإخماد روح المدينة وسحق إرادتها”.
وأشارت إلى أن الجبهة الثانية التي يقاتلون ضدها هي ضد الانتهازيين من القادة والجنرالات الذين تخلوا عن المدينة وتركوها لمصيرها، وكان من واجبهم حمايتها، وضد الطامعين في السلطة من أبناء الولاية أنفسهم والانتهازيين الذين استغلوا تضحيات الناس ليتسلّقوا إلى مواقع القرار، ثم تخلّوا عن مدينتهم في لحظة الحقيقة.
وأضافت: “هؤلاء لا يختلفون عن المليشيات في شيء سوى أنهم يلبسون ثياب السياسة ويتحدثون بلغة السلام الزائف، بينما هم في جوهرهم أدوات لتمرير مشاريع الاستسلام والخنوع”.
وتابعت التنسيقية: “نحن نُدرك أن المعركة طويلة وأن الكفّة ليست متوازنة من حيث العتاد، لكننا نملك ما لا يملكه العدو، وهو الإيمان بقضيتنا، والصدق مع شعبنا، والالتزام التام بمبادئنا. فالمقاومة ستستمر، ليس فقط ضد المليشيا الغازية، بل ضد كل من يحاول أن يطفئ جذوة الصمود في الفاشر أو يساوم على دماء الشهداء”.