نتيجة تعطل أجهزة طبية.. وفاة 20 مريضًا في مستشفى المجلد غرب كردفان

18

متابعات- تاق برس- كشفت مصادر إعلامية عن وفاة نحو 20 مريض كلى في مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان، بسبب تعطل أجهزة طبية في المستشفى.

 

وأدى تدهور الخدمات الصحية وتوقف معظم مراكز غسيل الكلى في دارفور وكردفان إلى توافد أعداد كبيرة من المرضى إلى مستشفى المجلد، الذي بات مركزًا وحيدًا لخدمات الغسيل الكلوي لعدد من المناطق.

 

 

 

وقال عضو غرفة الطوارئ والبناء بولاية غرب كردفان، معمر القذافي، لـ”دارفور24″ السبت، إن مستشفى المجلد استقبل منذ بداية الحرب أعدادًا كبيرة من مرضى الفشل الكلوي نتيجة توقف معظم المراكز في الولايات المجاورة.

 

وأشار إلى أن المركز شهد خلال الفترة من عام 2024 وحتى الآن وفاة ما بين 19 إلى 20 مريضًا، بسبب النقص الحاد في عدد الأجهزة وتعطل غالبيتها.

 

وأكد معمر أن عدد أجهزة الغسيل الكلوي في المركز كان خمس أجهزة في السابق، إلا أنه وبنهاية عام 2024 تعطلت أربع منها ولم يتبقَّ سوى جهاز واحد فقط يعمل، وهو ما أدى إلى تدهور خطير في تقديم الخدمة الطبية، حيث لم تنجح محاولات صيانتها رغم الجهود التي بُذلت، مما اضطرهم إلى إطلاق حملة مجتمعية لجمع التبرعات من أجل شراء أجهزة جديدة.

 

وفي ذات السياق، قال عبد الرحمن، أحد العاملين بمركز غسيل الكلى، لـ”دارفور24″ إن بداية الحرب كان هناك جهازان فقط، أحدهما من نوع براون والآخر من نوع غامبرو 98، ولكن بعد شهرين من اندلاع الحرب تعطل أحد الجهازين، بينما كان عدد المرضى حينها 58 مريضًا.

 

وبعد بقاء جهاز واحد فقط، تم تقليص عدد جلسات الغسيل من مرتين أسبوعيًا إلى مرة واحدة، مما أدى إلى مغادرة عدد من المرضى إلى ولايات ومدن أخرى، بينما توفي آخرون، وتبقى فقط 18 مريضًا يعتمدون على الجهاز الوحيد.

 

وأضاف: “بعد دخول الدعم السريع إلى مدينة النهود، وصل إلى المركز ستة مرضى جدد ليصبح العدد 24 مريضًا.

 

 

 

ولكن بعد قصف المستشفى خرج المركز تمامًا عن الخدمة، واضطر عدد من المرضى إلى السفر لمناطق أخرى مثل الضعين ودولة جنوب السودان، وآخرون غادروا إلى مدينة الأبيض”.

 

وأشار إلى أنه قبل أسبوعين فقط تمت صيانة جهاز واحد، ويُعتمد عليه الآن في تقديم الخدمة لثمانية مرضى فقط بانتظام.

 

 

 

محاولة لإنقاذ الوضع

وأطلقت غرفة الطوارئ والبناء مبادرة باسم “مبادرة مركز غسيل الكلى وغرفة طوارئ المجلد”، حيث تم التنسيق مع إدارة المستشفى لجمع التبرعات، ونجحت المبادرة في جمع مبلغ قدره 8,200,000 جنيه سوداني، تم تخصيصه لصيانة الأجهزة المتعطلة وإعادتها للعمل.

 

وأشار معمر القذافي إلى أن الأجهزة تم ترحيلها إلى مدينة جوبا في دولة جنوب السودان بغرض صيانتها، لكن ارتفاع التكاليف وتعقيد الإجراءات حال دون إصلاحها، ما أدى إلى استمرار توقفها لأكثر من ثلاثة أشهر.

 

وكشف معمر القذافي عن تعرضهم لعملية احتيال أثناء شراء الأجهزة الجديدة، حيث تم التعاقد مع شركة “ألماسا” في المملكة العربية السعودية، عبر الطبيب السوداني المقيم هناك، الدكتور أحمد مصطفى عبد القادر، بعد أن تواصلت معه الدكتورة صفاء خريف، وهي عضو في لجان الطوارئ، وتم إرسال مواصفات دقيقة للأجهزة المطلوبة.

 

وبعد أن وصلت الأجهزة إلى السودان، اتضح لاحقًا أنها أجهزة مستعملة وغير مطابقة للمواصفات المتفق عليها.

 

وأضاف معمر أنهم لم يفتحوا الأجهزة فور وصولها، بل تم ذلك بعد حوالي شهرين، ليتبين أنها غير صالحة للعمل، وتم تقييد بلاغ رسمي في السعودية بهذا الخصوص.

 

وذكر أن غرفة الطوارئ قامت بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ضمت ممثلين من الغرف ومن المستشفى.

 

وفي بيان رسمي لغرفة الطوارئ والبناء بولاية غرب كردفان، أوضحت أن اختيار نوع الأجهزة تم بناءً على توصية إدارة المستشفى، التي اقترحت شراء ماكينات من نوع غامبرو 98، إلا أن عملية الشراء الفعلية شملت ماكينتين من نوع غامبرو 96، وماكينتين من نوع فريزينيوس مستعملتين ولكن بحالة جيدة، بحجة أن الكوادر الطبية كانت مدرّبة على غامبرو 98، وأن الأجهزة الجديدة تعمل بنظام مشابه.

 

وأكد المهندس الطبي الصادق يوسف أن التعامل مع غامبرو 96 أو فريزينيوس لا يمثل عائقًا للكوادر المدربة على غامبرو 98، نظرًا للتشابه الكبير في أنظمة التشغيل.

 

وأصدر مستشفى المجلد تقريرًا رسميًا أكد فيه أن الأجهزة الجديدة التي وصلت لا تتطابق مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها، حيث إن الماكينات من موديل 96، ولا يمكن استخدامها نظرًا لعدم توافقها مع قطع الغيار المتوفرة للموديل 98 الموجود مسبقًا في المركز.

 

وأشار التقرير إلى أن بعض الأجهزة تعاني من مشاكل في الفلاتر، ولا تتوفر لها المحاليل الخاصة، ما يجعل من المستحيل استخدامها في الوقت الراهن.

 

وأوضح أن الأجهزة الثلاثة التي تم شراؤها لا تصلح للعمل لعدم توفر قطع الغيار، وأن الحل الوحيد المطروح هو استبدالها بجهاز واحد من نوع KA 98 الموجود حاليًا في المركز.

whatsapp