
البرلمان الأوروبي يوجه صفعة قاسية لـ “الدعم السريع” وسودانيو المهجر ينجحون في إفشال المخطط
ألغى البرلمان الأوروبي اجتماعًا كان مقررًا مع أحمد تقد لسان والوليد مادبو بعد احتجاجات ناشطين سودانيين في بروكسل كشفوا صلاتهما بقوات الدعم السريع.
عضو البرلمان لوكن سوفر خاطب المحتجين قائلا :”لم أكن أعلم بصلاتهم، ولولا ضغطكم لكان البرلمان منح منصة لمجرمي حرب“..
تاق برس- تقرير خاص
المحتويات
* احتجاجات غاضبة تصدم البرلمان الأوروبي:
تحولت شوارع بروكسل إلى ساحة احتجاج صاخبة بعدما احتشد ناشطون سودانيون من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا ودول أوروبية أخرى للضغط على البرلمان الأوروبي لإلغاء اجتماع كان مقرراً مع شخصيات سودانية بارزة، من بينهم أحمد تقد لسان والدكتور الوليد مادبو، بسبب صلاتهم بقوات الدعم السريع، المتورطة في انتهاكات واسعة ضد المدنيين في السودان.
حيث نظم تجمع السودانيين الشرفاء في أوروبا وقفة في بروكسل احتجاجا على استضافة البرلمان الأوروبي لشخصيات سودانية مؤيدة لقوات الدعم السريع التي ارتكبت مجازر في حق السودانيين في دارفور والخركوم وولاية الجزيرة وكردفان.
وقالت المصادر إن هذه الوقفة كانت سببًا مباشرًا في إلغاء اللقاء، إذ سلطت الضوء على الصلات الوثيقة بين الشخصيات المدعوة والدعم السريع ونجحت في منع البرلمان من منحهم منصة رسمية.
*اعتراف صادم من نائب أوروبي:
عضو البرلمان الأوروبي عن ألمانيا لوكن سوفر، المسؤول عن ترتيبات الاجتماع، اعترف أمام المتظاهرين بأنه لم يكن يعلم بالصلات المباشرة بين الشخصيات السودانية والدعم السريع، وقال: “لقد ارتكبت خطأً كبيراً.. لم أكن أعلم أن المتحدثين مرتبطان بالدعم السريع، ولولاكم لكان البرلمان الأوروبي منح منصة لمجرمي الحرب”.
وأضاف سوفر أنه سبق أن دعا في خطاب ألقاه يوم 12 مارس الماضي إلى إرسال طائرات أوروبية لضرب مواقع الدعم السريع، مؤكداً أن قرار الإلغاء جاء استجابة لضغط النشطاء ولتجنب أي دعم رمزي للشخصيات المتورطة.
* مناوي: شجاعة الجالية كشفت الحقيقة:
من جانب أشاد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بما قام به الشباب السوداني في بروكسل، واعتبر وقفتهم “صفعة قوية” لمحاولات التزييف والتلميع التي سعت إليها بعض الشخصيات المرتبطة بالجنجويد. وقال مناوي: “لقد كانت هذه الوقفة سببًا مباشرًا في كشف الحقيقة للعالم وإسقاط قناع المتورطين في جرائم الإبادة والقتل. ما قام به أبناؤنا في المهجر امتداد لصمود الشعب في الداخل، ورسالة للعالم بأن قضية السودان لا يمكن أن تُترك في يد الانتهازيين”.
* الاتحاد الأوروبي يرسخ موقفه:
إلغاء الاجتماع يعكس تصاعد الموقف الأوروبي ضد أي محاولة لإضفاء الشرعية على شخصيات مرتبطة بالجنجويد أو الدعم السريع. ويأتي هذا القرار في سياق سلسلة عقوبات أقرها مجلس الاتحاد الأوروبي، شملت أسماء بارزة في صفوف قوات الدعم السريع منهم حسين برشم، القائد الميداني المتهم بالمسؤولية عن هجمات ضد المدنيين وأبو عاقلة محمد كيكل، ضابط سابق في الدعم السريع متورط في عمليات عنف موجهة ضد السكان المدنيين قبل أن ينضم لقوات الجيش السوداني لاحقا.
كما شملت العقوبات كيانات مثل بنك الخليج وشركة ريد روك للتعدين، المتورطين في تمويل العمليات العسكرية أو تسهيلها، ضمن مسعى أوروبّي لوقف مصادر تمويل الحرب.
* ضغوط دبلوماسية وشعبية متزامنة:
ويرى مراقبون أن الجمع بين صوت الشارع السوداني في أوروبا والسياسات الرسمية للاتحاد الأوروبي قد يشكّل بداية لعزلة سياسية أكبر على شخصيات وكيانات مرتبطة بالدعم السريع والجنجويد، في ظل تزايد الضغوط الدولية على محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والحرب ضد المدنيين في السودان.
وتشير هذه التطورات إلى أن الجاليات السودانية في الخارج أصبحت قوة فاعلة يمكن أن تؤثر في قرارات مؤسسات كبرى، وأن تحركاتها قد تُحدث فرقًا ملموسًا في المواقف الأوروبية تجاه النزاع السوداني.