خزان سنار يسجل أعلى منسوب منذ قرن.. تحذيرات من فيضانات محتملة وغرق مشروع الجزيرة

77

يمثل خزان سنار شريان الري الرئيسي لمشروع الجزيرة، الذي يعتمد عليه ملايين المزارعين. ويخشى اقتصاديون من أن أي فيضان مفاجئ قد يؤدي إلى غمر مساحات زراعية واسعة، ويؤثر مباشرة على الموسم الصيفي.

 

 

تاق برس- تقرير خاص

 

 

بلغ خزان سنار، أقدم سد على النيل الأزرق، أعلى منسوب مائي له منذ بداية موسم الأمطار هذا العام، في تطور وصفه خبراء المياه بالخطير، إذ يضع السلطات أمام معادلة صعبة بين حماية جسم السد من الضغط الهيدروليكي، وتفادي تعريض آلاف السكان والأراضي الزراعية لمخاطر الفيضانات.

 

تحديات متزايدة مع استمرار الأمطار

 

وصول الخزان إلى أقصى سعة تشغيلية يعني أنه فقد قدرته على استيعاب أي تدفقات جديدة، في وقت تتواصل فيه الأمطار الغزيرة على الهضبة الإثيوبية، ما يرفع منسوب المياه الواردة من سد النهضة.

 

ويرى مختصون أن فتح المفيضات والبوابات بات أمراً حتمياً، لكن تأخير التصريف قد يعرّض السد لأضرار هيكلية، بينما قد يقود التصريف المفاجئ إلى كوارث إنسانية في القرى الواقعة على ضفاف النيل الأزرق.

 

خطة حكومية عاجلة

 

وزارة الزراعة والموارد المائية في السودان أعلنت عن خطة استجابة تقوم على فتح تدريجي للبوابات والمفيضات لتقليل مخاطر الفيضان، مع تنسيق مباشر مع سد الروصيرص لضبط التدفقات.

كما شملت الإجراءات توجيه تحذيرات عاجلة للسكان في ولايات سنار، النيل الأبيض، والجزيرة، واستعدادات فرق الدفاع المدني لإخلاءات محتملة، بجانب تجهيز مراكز إيواء مؤقتة، ومتابعة يومية لتوقعات الطقس في الهضبة الإثيوبية، وصيانة عاجلة للبوابات والقنوات لضمان جاهزيتها.

 

 

البعد الزراعي والاقتصادي

 

يمثل خزان سنار شريان الري الرئيسي لمشروع الجزيرة، الذي يعتمد عليه ملايين المزارعين. ويخشى اقتصاديون من أن أي فيضان مفاجئ قد يؤدي إلى غمر مساحات زراعية واسعة، ويؤثر مباشرة على الموسم الصيفي، بما يحمله ذلك من انعكاسات على الأمن الغذائي في السودان.

 

كما أن فقدان جزء من السعة التخزينية للخزان بسبب تراكم الطمي يزيد من هشاشة البنية المائية، ويحد من قدرة الدولة على إدارة الموارد بكفاءة في السنوات المقبلة.

 

بين الماضي والحاضر

 

أُنشئ خزان سنار عام 1925 ليكون أول سد على النيل الأزرق، وركيزة أساسية لمشروع الجزيرة. لكن بعد مرور قرن من الزمن، أصبح يواجه تحديات جديدة مع التغيرات المناخية وتزايد كميات المياه القادمة من أعالي النيل.

 

ويقول خبراء إن استمرار هذه الأوضاع دون حلول طويلة المدى – مثل مشروعات تعلية السدود أو إنشاء منشآت مائية مساندة – سيضاعف من المخاطر على المجتمعات الزراعية والريفية في وسط السودان.

whatsapp
أخبار ذات صلة