ميناء جدة ينقذ بورتسودان.. خدمة شحن جديدة تعيد رسم معادلات النفوذ الإقليمي في البحر الأحمر
الوكالات- متابعات تاق برس- أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ” عن تدشين خدمة الشحن الجديدة “JSS” التي تربط ميناء جدة الإسلامي بميناء بورتسودان.
في خطوة وُصفت بالاستراتيجية لتعزيز التعاون التجاري واللوجستي بين المملكة العربية السعودية والسودان.
وتشغّل شركة “Marsa Ocean Shipping” الخط الجديد بطاقة استيعابية تصل إلى 1118 حاوية قياسية، بما يتيح استقبال الحاويات القادمة من الصين ودول آسيا مباشرة عبر ميناء جدة ثم نقلها إلى بورتسودان، الأمر الذي يُتوقع أن يسهم في إنعاش الحركة التجارية بين البلدين في وقت حساس يشهد تراجعاً في بعض مسارات النقل التقليدية عبر موانئ أخرى مثل جبل علي.
ويُعتبر قرار هيئة الموانئ السعودية مكسباً للحكومة السودانية بعد قرار دولة الإمارات وقف عمليات التبادل التجاري عبر البواخر بين ميناء بورتسودان وموانئها جراء تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وميناء جدة الإسلامي، الذي يُعد الأهم في المملكة، يقع على الساحل الغربي على البحر الأحمر ويُعتبر البوابة الرئيسية للمملكة نحو العالم، حيث يستقبل أكثر من 65% من واردات السعودية.
وقد خضع الميناء خلال السنوات الماضية إلى توسعات كبيرة جعلته واحداً من أكبر الموانئ في المنطقة بطاقة استيعابية تتجاوز 130 مليون طن سنوياً، إضافة إلى دوره المحوري في استقبال سفن الحجاج والمعتمرين.
ويأتي تطويره ضمن رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة مركزاً لوجستياً عالمياً.
أما ميناء بورتسودان، فهو الميناء البحري الرئيسي في السودان ويقع على ساحل البحر الأحمر، ويمثل الشريان التجاري والاقتصادي الأهم للبلاد، حيث تمر عبره معظم الصادرات والواردات السودانية، وعلى رأسها الذهب والصمغ العربي والماشية والمنتجات الزراعية.
ورغم التحديات التي واجهها في السنوات الأخيرة بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية، ظل الميناء نقطة ارتكاز حيوية للسودان على الخارطة التجارية العالمية.
ويرى مراقبون أن ربط بورتسودان مباشرة بميناء جدة الإسلامي لا يمنح السودان فقط منفذاً آمناً ومستقراً للأسواق العالمية، بل يفتح أيضاً المجال أمام المملكة لتعزيز نفوذها الاقتصادي واللوجستي في البحر الأحمر، وهو ما يعكس بعداً استراتيجياً يتجاوز مجرد التبادل التجاري إلى إعادة رسم معادلات النفوذ الإقليمي في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.