بعد صفقة المركبات القتالية المشبوهة.. فضيحة جديدة تلاحق حكومة الولاية الشمالية

51

متابعات- تاق برس- تواجه الولاية الشمالية في السودان فضيحة وعاصفة جديدة من الجدل بعد أن كشف تقرير رسمي عن بيع أدوية مقدمة منحة من المملكة العربية السعودية داخل صيدليات عامة، بالتوازي مع بروز قضية سابقة حول صفقة مركبات قتالية مثيرة للريبة في محلية دلقو المحس.

 

أدوية المنحة السعودية على أرفف الصيدليات

 

وبحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة الاتحادية، فإن فريقاً من المجلس القومي للأدوية والسموم بالولاية نفذ جولة رقابية في يونيو الماضي على عدد من الصيدليات بدنقلا، أبرزها صيدلية السوق الشعبي، حيث عُثر على 50 فيالة من مصل العقرب. وعند الاستفسار، أفاد المسؤول بأنها عهدة لطبيب صيدلي جرى نقلها من مستشفى شرق النيل بالخرطوم، ليتم لاحقاً سحب الكمية.

 

كما رصد التقرير مخالفات في الصيدلية المركزية التابعة للصندوق القومي للإمدادات الطبية، منها غياب أرقام التشغيل على الفواتير وعدم تسجيل الأدوية بأسمائها التجارية.

 

وأكد أن أدوية المنحة السعودية، التي يفترض توزيعها مجاناً على المستشفيات، جرى تسعيرها وبيعها، رغم أن الفواتير الرسمية تظهرها بقيمة “صفر”.

 

وأضاف التقرير أن غياب أماكن مخصصة لحفظ الأدوية منتهية الصلاحية أدى إلى صرفها أحياناً للمرضى الفقراء إلى جانب الأدوية الصالحة، وهو ما وصف بالخطر البالغ، أوصى بتشكيل لجنة اتحادية لمراجعة المخالفات.

 

صفقة المركبات القتالية بدلقو المحس

 

هذه الفضيحة أعادت إلى الأذهان ملفاً آخر لم يُطوَ بعد، حين نشرت صحيفة “سودان تربيون” في يوليو الماضي تحقيقاً بالمستندات عن صفقة مشبوهة لشراء ثماني سيارات لاندكروزر قتالية للمقاومة الشعبية بدلقو المحس بقيمة تجاوزت 1.5 مليار جنيه سوداني، شملت أيضاً مدافع دوشكا وذخائر.

 

وبحسب الوثائق، دفعت اللجنة المنظمة للصفقة دفعة أولى بلغت 750 مليون جنيه، قبل أن يتبين أن أربع سيارات مسلّمة ليست بالمواصفات المتفق عليها، إحداها كانت معطلة. وفي 5 يوليو تقرر إرجاع السيارات غير المطابقة ثم إلغاء الصفقة بالكامل، ما فجّر خلافات داخلية دفعت رئيس اتحاد شياخات المحس مختار فقيري لتقديم استقالته احتجاجاً على ما وصفه بـ “غياب الجدية في معالجة الملف”.

 

أصوات تطالب بالإصلاح

 

في تعقيبها على تقرير الأدوية، قالت الصحفية أم وضاح إنها تواصلت مع وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم الذي أقر بضرورة إصلاح مؤسسي عاجل، معتبرة أن كشف الفساد يمثل الخطوة الأولى.

 

وأضافت أن “التقرير يضع بين يدي الوزير ملفاً خطيراً، يتعلق ببيع أدوية منحة سعودية وصلت إلى السوق، بينما ظل مدير الصحة في الشمالية حسن ساتي يجمع بين منصبين منذ عهد الحكومة السابقة”.

 

ويرى مراقبون أن ما بين بيع أدوية الهبات وصفقات المركبات القتالية “يتضح أن الفساد في الشمالية لم يعد حالة معزولة، بل سلسلة متكررة تكشف هشاشة الرقابة واستغلال الموارد العامة على حساب المواطنين”.

whatsapp
أخبار ذات صلة