“الأمم المتحدة” تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة وتحذر من هجمات عرقية واسعة النطاق في الفاشر وتدعو لاحترام حظر الأسلحة المفروض على السودان
وكالات- متابعات تاق برس- دعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع «فظائع وهجمات واسعة النطاق على أساس إثني» في مدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تعاني حصارًا خانقًا منذ أسابيع.
وجاء التحذير في بيان صادر عن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الذي وصف الوضع في المدينة بـ«الكارثي».
وأكد أن «الفظائع يمكن تجنبها إذا تم اتخاذ إجراءات ملموسة لاحترام القانون الدولي، والمطالبة باحترام حياة المدنيين وممتلكاتهم، ومنع استمرار ارتكاب الجرائم الفظيعة».
وقالت إن الفاشر تشهد منذ 19 سبتمبر الماضي سلسلة من الهجمات العنيفة من قبل قوات الدعم السريع، شملت قصفًا مدفعيًا، وغارات بالطائرات المسيرة، واشتباكات على الأرض، استهدفت بشكل خاص حي «الدرجة الأولى».
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه في 1 أكتوبر، أسفرت ضربة صاروخية عن مقتل 16 شخصًا، بينهم ثلاث نساء، وإصابة 21 آخرين، بينهم خمسة أطفال، في ما وصفه أطباء سودانيون بـ«المجزرة».
وتفاقمت معاناة المدنيين بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، في ظل استمرار الحصار.
كما أفادت تقارير عن تعرض الصحفيين للاعتقال والعنف والاغتصاب، مما دفع العديد منهم إلى الاختباء، وسط مخاوف من تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين بشكل متواصل.
وقالت إنه وفي محاولة لتخفيف الأزمة، نفذ الجيش السوداني عملية محدودة لإلقاء المساعدات في 29 سبتمبر، فيما تبذل مصر جهودًا دبلوماسية لرفع الحصار، دون أن تتضح تفاصيل هذه المبادرات بعد، وسط تحذيرات من أن أي تأخر في التحرك قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك فورًا لوقف الهجمات، بما في ذلك احترام حظر الأسلحة المفروض على السودان، والضغط على الأطراف المتحاربة لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على دفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار تمهيدًا لعودة الحكم المدني.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، حيث تشهد مناطق أخرى في دارفور، مثل مخيمات زمزم وأبو شوك، هجمات مماثلة، مما يزيد من مخاطر تصعيد العنف العرقي وارتكاب جرائم حرب جديدة في السودان، ويؤكد حاجة المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل وفعال لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.