حاج ماجد سوار يكتب وصفة عن كيفية تفكيك الدعم السريع (١)

0

متابعات- تاق برس- قال الكاتب والدبلوماسي حاج ماجد سوار إن عملية تفكيك الدعم السريع لا تقتصر على الجهود العسكرية التي يقوم بها الجيش السوداني والقوات المساندة له، رغم أهميتها في التصدي للتمرد وكسر شوكته وهزيمة مشروعه، بل تتطلب ــ بحسب قوله ــ عملاً واسعاً في مسارات متعددة بالتوازي مع الجانب العسكري.

 

وأوضح سوار أن أول هذه المسارات هو التفكيك الاقتصادي، مشيراً إلى أن ما أسماها الميليشيا “بنت شبكة اقتصادية كبيرة تمتد داخلياً وخارجياً عبر تخطيط دقيق ومحكم شارك فيه خبراء سودانيون وأجانب، من بينهم خبراء روس”.

 

وأشار إلى أن ما أسماها بالميليشيا ركزت في جانبها الاقتصادي على عدة محاور، أبرزها تعدين الذهب، مبيناً أنها “بدأت بالسيطرة الكاملة على جبل عامر بولاية شمال دارفور في العام 2017، ثم تمددت إلى ولايات جنوب دارفور، جنوب كردفان، الشمالية، نهر النيل، النيل الأزرق، والبحر الأحمر، وامتلكت عدداً كبيراً من المناجم ومصانع استخلاص الذهب”.

وقال إن شركاتها وفي مقدمتها شركة الجنيد، أصبحت من أكبر الشركات المنتجة، مشيراً إلى أن بعض التقارير أفادت بأن إنتاجها في الفترة من 2015 إلى 2022 بلغ نحو 240 طناً.

 

وأضاف أن “التقارير أشارت أيضاً إلى أنها عن طريق شركاتها ووكلائها، كانت تشتري 90% من الذهب الذي ينتجه قطاع التعدين الأهلي”، موضحاً أن “معظم كميات الذهب التي كانت تنتجها أو تشتريها يتم تهريبها إلى الإمارات، وأحياناً عبر مطار الخرطوم، وبعضها عبر دول الجوار ومنها إلى الإمارات”.

 

وكشف سوار أن معلومات حديثة أفادت بأن الدعم السريع، إلى جانب الذهب، كانت تستخرج الماس ومعادن نفيسة أخرى من بعض المناجم في جنوب دارفور، وتحديداً في مناجم سونقو.

 

وقال بأسف إن “الكثير من المعلومات تفيد بأن الدعم السريع ما تزال تقوم بالتعدين في مناطق سيطرتها وعن طريق بعض الوكلاء في عدد من المناجم المنتشرة بطول البلاد وعرضها”، مضيفاً أن نشاطها التعديني يمتد حتى خارج الحدود حيث تمتلك مناجم في أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر”

 

وفي جانب آخر، أوضح سوار أن الدعم السريع “نشطت كذلك في قطاع المصارف والبنوك”، لافتاً إلى أن التقارير والمعلومات أفادت بأنها “حازت على غالبية أسهم بنك الثروة الحيوانية الذي يمتلك أصولاً حكومية ضخمة ورثها عن شركة طرق الماشية وشركات أخرى، كما أنها تمتلك أسهماً مقدرة في مصرف الخليج ومصارف أخرى”.

 

وأضاف أنها استثمرت أيضاً في قطاع الثروة الحيوانية، إذ تمتلك مزارع كثيرة في العاصمة والولايات لتربية وتسمين الماشية والأغنام، كما اشترت شركة حملان بكامل أصولها في ولاية شمال كردفان، والتي كانت شراكة بين الولاية وبعض المستثمرين الوطنيين والأجانب”، مشيراً إلى أنها “أنشأت أحدث وأكبر مسلخ في البلاد غرب أم درمان، وكان في مراحله الإنشائية الأخيرة عند اندلاع الحرب”.

 

وقال سوار إنه علم بأنها كانت تسعى كذلك لامتلاك مشاريع زراعية في منطقة الفشقة بولاية القضارف، مضيفاً: “لا أدري هل امتلكتها بالفعل أم لا”.

 

كما أشار إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن هذه القوة دخلت في شراكات تجارية مع عدد كبير من رجال الأعمال في مختلف المجالات، موضحاً أن “بعض تلك الشراكات تم بالقوة القهرية، وما تزال بعض هذه الشراكات مستمرة حتى الآن”.

 

وكشف سوار أن لها استثمارات خارجية في عدة دول أبرزها الإمارات وكينيا وأوغندا وجنوب إفريقيا، مضيفاً أن “جزءاً من هذه الاستثمارات عبارة عن شراكات بين حورؤساء بعض تلك الدول”.

 

وأكد حاج ماجد سوار في ختام مقاله أن تفكيك اقتصاد الدعم السريع أمر بالغ الأهمية لأنه، بحسب قوله، “سيقود إلى القضاء على مصادر قوتها”، مشدداً على أن “المهمة ليست سهلة لكنها غير مستحيلة”.

whatsapp
أخبار ذات صلة