ترامب: واشنطن زوّدت إسرائيل بالأسلحة لتتمتع بالقوة لتحقيق السلام ونتنياهو كان يتصل ويطالب بشتى الأنواع
الوكالات – تاق برس- قال دونالد ترامب في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قبيل توجهه إلى شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبحث مستقبل القطاع، “سنطبّق السلام من خلال القوة، ولدينا أسلحة لم يحلم بها أحد، وآمل ألا نضطر لاستخدامها”، مضيفاً: “كثير من هذه الأسلحة قدمناها لإسرائيل”.
وأشار ترامب إلى أن واشنطن زوّدت إسرائيل بكل هذه الأسلحة لتتمتع بالقوة الكافية لتحقيق السلام، قائلاً: “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو كان يتصل بي مراراً ويطالب بشتى أنواع الأسلحة”، معتبراً أن إسرائيل أحسنت استخدام الأسلحة الأميركية.
واعتبر أن “اليوم هو فجر تاريخي لمستقبل شرق أوسط جديد”. وأضاف: “هذه مرحلة غير اعتيادية في تاريخنا، في المستقبل سيتذكر الجميع هذه اللحظة بصفتها اللحظة التي بدأ فيها كل شيء بالتغير نحو الأفضل، هذا سيكون العصر الذهبي لإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط”. وأكد ترامب أن نتنياهو شخص ليس من السهل التعامل معه، “لكن هذا ما يجعله عظيماً”، وفق قوله، معتبراً أن “هذه ليست نهاية حرب فقط، بل فجر شرق أوسط جديد، وبداية عصر تناغم دائم لإسرائيل ولدول ما ستصبح منطقة رائعة”.
وأضاف: “بعد سنوات طويلة من الحروب المتواصلة، سكتت المدافع وصمتت صفارات الإنذار”، مؤكداً أن المنطقة ستعيش بسلام إلى الأبد. وأشاد الرئيس الأميركي بمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مشبهاً إياه بهنري كسينجر. كما أشاد بصهره جاريد كوشنر لدوره في اتفاقيات التطبيع مع عدد من الدول العربية.
وقاطع النائبان أيمن عودة وعوفر كسيف خطاب الرئيس الأمريكي، رافعين لافتةً كُتب عليها “اعترف بفلسطين”، في إشارة إلى الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ما دفع برئيس الكنيست إلى طردهما من القاعة.
من جانبه، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمته أمام الكنيست: “أعدنا كل المختطفين من غزة وملتزمون بإعادة الجثامين”، مشيراً إلى أن ترامب أعظم صديق حظيت به إسرائيل على مر التاريخ، قائلاً: “ما من رئيس أميركي فعل أكثر من دونالد لأجل إسرائيل”. وتوجه نتنياهو إلى ترامب بالقول: “أنت ملتزم بهذا السلام، وأنا أيضاً”، مشدداً على أن السلام سيأتي أسرع مما يظن الناس بقيادة ترامب.
ورأى ترامب أن السنوات المقبلة هي سنوات سلام داخل إسرائيل وخارجها، زاعماً أن لا أحد يريد السلام أكثر من الإسرائيليين، ولافتاً إلى أنه بفضل ترامب، “وجدنا طريقاً لنعيد الرهائن وننهي الحرب بطريقة تضمن نزع سلاح غزة”.
أما رئيس المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد، فقال إن الرئيس الأميركي أنقذ حياة المحتجزين والجنود، والملايين من الأرواح. وتوجه لترامب بالقول: “أنت أول شخص غير إسرائيلي أرشحه للحصول على جائزة إسرائيل”.
وبعيد وصوله، إلى مقر الكنيست الإسرائيلي، وقّع ترامب سجلّ الزوار في الكنيست، وكتب: “إنه يوم فجر جديد”، مؤكداً من جديد في ردّ على أسئلة الصحافيين، أن “الحرب انتهت”، ومشدداً على أن حركة حماس ستلتزم بالاتفاق.
وكانت طائرة ترامب هبطت صباح اليوم في مطار بن غوريون في تل أبيب، تزامناً مع تنفيذ اتفاق غزة في مراحله الأولى وبدء إفراج كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء. وكان في استقبال الرئيس الأميركي كل من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وزوجته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته، والسفير الأميركي لدى إسرائيلي مايك هاكابي.
وأفاد ترامب، في تصريح لموقع إكسيوس الأميركي، على متن الطائرة أثناء توجهه إلى المنطقة، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يكون “أكبر إنجاز” له على الإطلاق.
وأكد ترامب أن مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أمر جيد”. ورأى أن تعدد الدول التي ستحضر قمة شرم الشيخ دليل على إجماع العالم حول خطته. وفي السياق عينه، ادّعى ترامب أنه ما كان ليتمكن من التوصل إلى اتفاق في غزة لو لم يأمر بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/ حزيران الماضي، معتبراً أن “حماس” كانت أكثر استعداداً للتنازل مع ضعف داعميها الإيرانيين، وأن تبديد “الغمامة السوداء” حول البرنامج النووي الإيراني سمح للدول العربية والإسلامية المشاركة في المحادثات، بالتوحد للتوصل إلى اتفاق في غزة.
والخميس، أعلن ترامب توصل إسرائيل و”حماس”، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي. وفي تصريحات أخرى على متن الطائرة الرئاسية، جدد ترامب قوله عن حرب غزة إنّها “انتهت”، مضيفاً “لا أعلم شيئاً عن ريفييرا غزة، هناك أشخاص عليكم الاهتمام بهم أولاً”، وشدد على أنّ “الجميع يريدون أن يكونوا جزءاً من السلام”، لافتاً إلى أنّ “قطر قدّمت مساعدة كبيرة للتوصل إلى اتفاق غزة وعاشت وسط كل ذلك وأميرها (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) شخص مذهل للغاية وشجاع”.
ومرت الطائرة الرئاسية قبل هبوطها فوق ميدان المحتجزين في وسط تل أبيب في تحية للمتجمهرين هناك، كما حلّقت على ارتفاع منخفض منذ دخولها المجال الجوي الإسرائيلي في بادرة تجاه الإسرائيليين. وتوجه ترامب، أمس الأحد، إلى إسرائيل ومصر في رحلة تكتسي أهمية كبرى، ووصفها بأنها “مميزة جداً” في إطار الجهود لإنهاء الحرب في غزة. وأقلعت الطائرة الرئاسية من قاعدة آندروز قرب واشنطن في أجواء ماطرة، وفق صحافيي وكالة فرانس برس.
ويرافق ترامب في رحلته وزراء الخارجية ماركو روبيو، والدفاع بيت هيغسيث، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، وفق البيت الأبيض. كما يرافقه مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر.
وحطّ ترامب في إسرائيل، إذ سيلقي خطاباً أمام الكنيست قبل أن يتوجه إلى مصر، حيث تستضيف شرم الشيخ بعد ظهر اليوم قمة استثنائية لتوقيع اتفاق غزة ومناقشة مستقبل القطاع، بحضور قادة من أكثر من 20 دولة
المصدر: العربي الجديد