السودان يقود مسار السلام من أسوان: وزير الخارجية يشدد على الحلول الوطنية المنشأ ويعلن موافقة الخرطوم على هدنة إنسانية قبل وقف النار.. ومصر تدعم التسوية والإعمار

28

سالم: أي تسوية سياسية لا تعكس تطلعات الشعب السوداني واحتياجاته الفعلية لاستعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية.. مرفوضة

 

تاق برس- تقرير خاص

 

في تصريحات حاسمة خلال النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين بمدينة أسوان بمصر، شدّد وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني، محيي الدين سالم، على أن الحلول للأزمة السودانية يجب أن تكون سودانية المنشأ، وملكية وطنية كاملة.

 

وأوضح أن أي تسوية سياسية شاملة يجب أن تعكس تطلعات الشعب السوداني واحتياجاته الفعلية لاستعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية.

 

وأكد سالم على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة كخطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل مدخلًا أساسيًا لتحقيق السلام المستدام والإعمار الوطني.

 

وأضاف الوزير أن الحفاظ على سيادة الدولة ووحدتها الوطنية يشكل شرطًا أساسيًا لأي عملية سياسية ناجحة. وحذر أن تجاوز هذا المبدأ سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات والصراعات الداخلية.

 

الدعم المصري وجهود تعزيز الاستقرار

 

وأشار سالم إلى أن مصر لعبت دورًا فاعلًا واستثنائيًا في دعم مؤسسات الدولة السودانية، بما فيها الجيش السوداني، ومساندة جهود إنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة.

وقال إن هذا الدعم تجسّد عمليًا في تخصيص المنتدى جلسة كاملة لمناقشة السودان، وفتح حوار موسع حول رؤى الحكومة الانتقالية السودانية القائمة على طموحات الشعب وضرورة ضمان ملكية وطنية كاملة للحل السياسي.

 

السودان يقود مسار السلام من أسوان: وزير الخارجية يشدد على الحلول الوطنية المنشأ ويعلن موافقة الخرطوم على هدنة إنسانية قبل وقف النار.. ومصر تدعم التسوية والإعمار

 

وأضاف الوزير أن تعيين حكومة تكنوقراط برئاسة كامل إدريس يعكس التزام الحكومة الانتقالية بدعم جهود السلام، ويمهد الطريق لمرحلة تنفيذ عملية إعادة الإعمار في مختلف القطاعات الحيوية، بما يشمل التعليم، الصحة، البنية التحتية والطاقة، مع إشراك المجتمع المدني والمرأة والشباب لضمان حلول مستدامة ومرنة.

 

 

 

الدور الإقليمي للسودان واستقرار البحر الأحمر والقرن الأفريقي

 

ولم يقتصر حديث سالم على الداخل، بل تناول الأبعاد الإقليمية للأزمة، حيث أكد أن السودان يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

 

وأوضح أن الخرطوم ستواصل التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التحديات المشتركة، بما يضمن تحقيق سلام مستدام واستقرار طويل الأمد، ما يجعل السودان محورًا أساسيًا في الجهود الإقليمية لدعم الأمن والسلام.

 

 

 

 

تصريحات مصرية داعمة للتسوية ومطالب بالإصلاح الدولي

 

ومن جانبه، شدّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على أهمية إصلاح المؤسسات الدولية، وخاصة مجلس الأمن الدولي، مؤكّدًا على ضرورة إنهاء سياسة المعايير المزدوجة التي تقوض الثقة بالنظام الدولي.

 

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر ملتزمة بدعم جهود السلام السودانية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لإيجاد حلول عملية لإنهاء النزاع، مع التأكيد على رفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للسودان، والتأكيد على أن الحل السياسي يجب أن يكون سوداني الملكية بالكامل.

 

 

. ويركز المنتدى على تعزيز الحوار السياسي الإقليمي والدولي، وخلق مسارات عملية لدعم السلم والأمن والتنمية الاقتصادية، مع تكثيف الاهتمام بالمبادرات الإنسانية، بما يشمل جهود وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، في خطوة تهدف إلى إخراج السودان من أزمات الحرب العميقة.

 

وأكد المشاركون في منتدى أسوان للسلام والتنمية ضرورة العمل المشترك بين الدول الإقليمية والمنظمات الدولية لدعم الخرطوم، وتهيئة بيئة ملائمة للحوار السياسي، وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار التي تقوي مؤسسات الدولة، وتحقق السلام الاقتصادي والاجتماعي. كما تم التأكيد على حماية المدنيين ودعم جهود الإغاثة الإنسانية والمساعدات الطارئة في المناطق المتضررة.

 

في ختام المنتدى، جدد كل من سالم وعبد العاطي التزامهما بمسار الحوار والمفاوضات الوطنية والدولية.

 

وأكدا أن السودان يمتلك القدرة والمسؤولية على قيادة مسار حل الأزمة داخليًا، وأن الدعم الإقليمي والدولي يجب أن يكون مسندًا وليس مفروضًا، لضمان تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة.

whatsapp
أخبار ذات صلة