الجيش والمشتركة.. الساعات الأخيرة للأبطال بفاشر السلطان  (2 -1)

95

الجيش والمشتركة.. الساعات الأخيرة للأبطال بفاشر السلطان (2 -1)

 

كتب- السر القصاص

 

في اللحظة الحاسمة لصمود الفاشر إجتمع القادة من خطوط النار ، وحددوا بأن المليشيات جمعت تراب الأرض لإسقاط المدينة، وأن القيادة توصلت لنتيجة ستعلن لاحقاً فليعود الضباط إلى محاور القتال في انتظار آخر التعليمات.

 

في تلك اللحظة كان القائد العام يبحث مع آخرين نسبة نجاح عملية هيبة الفاشر، تمت إجازة المقترح، تم تحديد ساعة الصفر، تم تجهيز ما يمكن تجهيزه في أب قمرة، حتى أن نقاط الرقابة داخل محلية كرنوى أخذت مواقعها ووضعت يدها على مقابض الزناد.

 

في اليوم الأول من المعركة وبعد منتصف اليوم وبعد ثبات بطولي تم تنفيذ العملية أو ما يمكن تسميتها بـ هيبة الفاشر ، موجات من كلاب المليشيا.. هاجمت المليشيا، وتصدت لها ايادي الأبطال بالدماء قبل الرصاص وبالإرادة قبل الرماح.

 

قبل ساعة من تنفيذ عملية هيبة الفاشر تقابل الجنود والقادة فيما يعرف بلحظة بداية الخطة (الوداع)، أعلنوا مجموعات حراسة هيبة الفاشر، مجموعات التأمين الأخير، كل تلك المجموعات وقعت على دفاتر الخلود والمجد، للحظة رأى القادة والجنود شريط الثبات في الفاشر وها هم يرسمون طريق للنقطة إكس، يعرفون أنهم لن يلتقوا ببعض مرة أخرى ولكن هناك مساحة أخرى للحياة والخلود والعزة والمجد.

 

وضع الجيش بقيادة قائد الفرقة خطته ورسمت المشتركة ملامحها وإبداء التنفيذ، قبل ذلك قائد قوات تحرير السودان جمعة حقار، المهندس في عملية هيبة الفاشر، أحد المتمسكين بخيوط الطريق إلى دار زغاوة وقد أكمل حلقاته ونظمها كالمسبحة في أيادي الفقراء أكثر التصاقاً.

 

بعد الموجة الأولى كان السيناريو يقول إن من يبقي في الفرقة هم كتيبة الشهداء، لا أسرى، لا جرحى ولا مفقودين، الجميع شهداء، بدأت ملامح اليوم الأطول في تاريخ معارك الفاشر، لعلكم تذكرون ابنشوك، قائد الجناح وقت التمرد، أصيب وخرج وتعالج وعاد بعد أن استكمل عامين من الغياب، بالمقابل جنود الفرقة السادسة والمشتركة بقوا يضربون النار لعامين ويزيد من ذات الخنادق وفي موقف واحد، فليبقى الوطن.

 

بعد خطاب البرهان الذي تحمل مسؤولية الفاشر كاملة وكشف عن ملامح ما جرى فيها، بعد لحظات من هذا الخطاب خرج قائد جيش تحرير حركة تحرير السودان بقيادة مناوي القائد جمعة حقار في أول ظهور، وهو الظهور الأكثر وضوحاً من النهار ومن إدعاء المليشيا بالسيطرة على الفاشر، إذ تعتبر عملية هيبة الفاشر ثاني عمليات الكرامة الخطيرة بعد عملية خروج الرئيس من القيادة.

 

ولكن ظل الثابت أيضاً إن الخروج هو البوابة نحو النصر والانتصار، خرج الرئيس البرهان فتحررت مدن، وخرج كباشي فغدت الانتصارات تملأ الشوارع، وخرج كليكل فسقط التمرد في الجزيرة وسيخرج آخرون وستتحرر مدن جديدة.

 

معلوم بالضرورة ما قدمته القوات المشتركة في جميع المسارح والمعارك والذي قدمته في مهمة هيبة الفاشر، قدمت الرجال والدماء فوق الدماء للحفاظ على قيادتها وعلى بيعة الوطن.

 

في توقيت سابق قال مناوي إن القوة المشتركة هي النخاع الشوكي للدولة فكيف تكون خارج جسد الدولة.

 

اليوم وقد أتم الله أمره نسأله أن ينعم علينا بنعمة الانتصار وأن يقشع الغمة ويذهب عنا ظلام المليشيا والجنجويد.

 

في السطر الأول من عملية هيبة الفاشر ،خرج الآلاف من الرجال والأبطال، خرجوا مرفوعي الرأس بفضل تضحية زملائهم بالنفس، خرجوا مرفوعي الرأس، بعد أن قتلوا كل قادة المليشيا في الفاشر، خرجوا بعد أن دفنوا الطارئون وبعدها دفنوا الآلاف من أوباش المليشيا وحشروا قادتها في خرم الإبرة.

 

إن وصول قادة الفرقة السادسة والمشتركة بشمال دارفور إلى محلية كرنوى هو الدليل على أن المليشيا لا تملك من نظرها ما ترى به سوءتها ولا تملك من قرارها شيء فهي كالبيادق من يحركها على قطعة الشطرنج لا يعرف باقي التفاصيل التي مرت من أمام ناظريه.

 

إن الفاشر قادة وجنود وإنسان وتاريخ وقيمة، كانوا ولا يزالون في قلوب السودانيين وسيظلون إلى الأبد، فأهل الفاشر وجيشها هم المنتصرون لا الخونة.. لقد انتصروا على أوباش المليشيا أكثر من أيام السنة ولقنوها دروساً لن تنسى بالساهل ولن تمسح من ذاكرة التاريخ.

 

ستقف المليشيا كثيراً بصدمة تشاهد خيبات عبد الرحيم طاحونة الذى فشل في القبض على البرهان كما ادعى وفشل في القبض على كباشي والعطا بل فشل في القبض حتى على كيكل في اللحظة الأخيرة من عملية البطانة.

 

الحقيقة أن القرار لأهل دارفور والسودان في قتال هؤلاء الأوباش مدفوعين بألف سبب للانتصار، بل كل أسباب الانتصار.

whatsapp
أخبار ذات صلة