البرهان يتلقى وعدا من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بشأن الإمارات .. تفاصيل مكالمة هاتفية

31

متابعات تاق برس- كشفت مصادر مطلعة أن الأسبوع الماضي شهد مكالمة هاتفية بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تناولت تطورات الحرب في السودان والدور الإقليمي فيها.

وبحسب المصادر، أبلغ البرهان ولي العهد السعودي أن إنهاء الحرب في السودان لن يتحقق دون ضغط أمريكي مباشر على الإمارات، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تحولت إلى “آلة قتل”. وأكد أن الصراع القائم ليس مجرد مواجهة بين “جنرالين”، بل حرب ضد فظائع تُرتكب بحق المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.

 

وكشف موقع “ميدل إيست آي” في تقرير أعده شون ماثيوز وأوسكار ريكيت، عن وعد من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بأنه سيفتح موضوع دور الإمارات في السودان خلال زيارته الأسبوع المقبل إلى واشنطن، ولقائه مع الرئيس دونالد ترامب.

 

 

ونقل الموقع عن عدد من المصادر العربية والغربية قولها إن التحرك جاء بعد مكالمة هاتفية بين بن سلمان والبرهان الأسبوع الماضي. وستكون خطوة نادرة من ولي العهد السعودي للانخراط مع ترامب في موضوع السودان.

وظل النزاع السوداني الذي اندلع قبل عامين في خلفية الاهتمام الأمريكي بسبب الحرب في غزة وضرب إيران والوضع في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، العام الماضي. وعاد الاهتمام بالسودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث ارتكب مقاتلوها مذابح جماعية وعمليات اغتصاب وضعت الحرب في السودان بمركز الاهتمام. ودعمت الإمارات قوات الدعم السريع طوال الحرب، وأمدّتها بالمساعدات العسكرية من خلال خطوط إمدادات عبر جنوب- شرق ليبيا وتشاد وميناء بوساسو في الصومال.

وذكرت مصادر متعددة تراقب الحرب لموقع “ميدل إيست آي” أن بياناتها الداخلية كشفت عن حرب إعلامية كانت دائرة بالفعل بين حسابات التواصل الاجتماعي المدعومة من الإمارات، وحسابات التواصل الاجتماعي المدعومة من السعودية. وتسعى الحسابات المرتبطة بالإمارات إلى تشويه سمعة الصحافيين والمنظمات التي تنشر تقارير عن فظائع قوات الدعم السريع، بينما تعمل الحسابات المرتبطة بالسعودية على ترويج المحتوى نفسه.

ونقل الموقع عن مصدر سوداني مطلع على المكالمة بين محمد بن سلمان والبرهان، قوله إن الجنرال أبلغ ولي العهد باستحالة انتهاء الحرب في السودان دون ضغط أمريكي على الإمارات.

وأضاف المصدر لموقع “ميدل إيست آي” أن بن سلمان وعد البرهان بمناقشة الأمر مع ترامب.

وقال دبلوماسي عربي في المنطقة للموقع أيضا، بأن أبوظبي تتوقع أن تسفر زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن عن مثل هذا الضغط.

وقال مسؤول غربي مطلع على خطط مناقشة الوضع في السودان لموقع “ميدل إيست آي” إن ولي العهد السعودي يرى أن هناك فرصة لتغيير موقف ترامب من الحرب ودور الإمارات فيها. وتعاون البلدان في ملفات عدة مثل الحرب في اليمن ومقاطعة قطر قبل عدة سنوات، ولكنهما يبدوان الآن متنافسين في اليمن، حيث تدعم الإمارات حكومة انفصالية في الجنوب على خلاف مع الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية.

من جانبها، كثفت مصر، الشريك القريب للإمارات، دعمها العسكري للجيش السوداني، إلى جانب تركيا. وقال حسين إبيش، الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، لموقع “ميدل إيست آي”: “عندما تتفق مصر والسعودية بشأن قضية ما، يكون هناك إجماع عربي”. وأضاف: “فيما يتعلق بالسودان، وغيره من الملفات، تخالف الإمارات هذا الإجماع”.

وأضاف إبيش أن السعودية والإمارات تشعران براحة أكبر في التعبير عن خلافاتهما نظرا لتراجع القلق بشأن إيران في عاصمتيهما. “إذا لم يشعرا بالتهديد من إيران، فلن يشعرا بالحاجة إلى التوافق في كل قضية. لذلك، يشعران بحرية التنافس”.

وفي الوقت الذي زادت فيه الإمارات من دعمها للجنرال محمد حمدان دقلو، قائد الدعم السريع، إلا أن السعودية قدمت نفسها كوسيط. وأفادت مصادر سودانية وغربية متعددة لموقع “ميدل إيست آي” أن الرياض كانت تفضل طوال الحرب الاستقرار المفترض الذي توفره القوات المسلحة السودانية.

ومع ذلك، لا يتوقع سوى عدد قليل من الدبلوماسيين الأمريكيين أو العرب أن يكون السودان الموضوع الرئيسي للنقاش خلال زيارة ولي العهد، وسيكون التركيز على صفقات الأسلحة والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.

whatsapp
أخبار ذات صلة