السودان يهاجم دولاً غربية ويتهمها بالتدخل “الفظ” في شؤونه الداخلية

357

الخرطوم “تاق برس” – هاجمت الحكومة السودانية، اليوم الاربعاء، دولاً غربية واتهمتها بالتدخل الفظ في شؤون السودان الخاصة، بعد فرض الرئيس البشير الطوارئ وعسكرة الدولة.

ورفضت الخارجية السودانية في بيان صحفي لها حصل عليه “تاق برس” ما اسمته منح دول اعضاء الترويكا (المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، النرويج) وكندا، نفسها تفويضاً خاصاً للتعامل مع قضايا السودان.

وانتقدت الخارجية، بيانًا نشرته السفارة الأمريكية فى الخرطوم، بموقعها الإلكتروني، الثلاثاء، بإسم د ول أعضاء الترويكا حول إعلان حالة الطوارئ فى البلاد والاوامر التنفيذية التى صدرت بموجب ذلك.

واعتبرت الخارجية ” بيان دول الترويكا يمثل فى مجمله تدخلاً فظاً فى الشئون الخاصة للسودان وينبني على افتراض ضمنى هو أن للدول الثلاث التى تسمى نفسها “أعضاء الترويكا” تفويضاً خاصاً للتعامل مع قضايا السودان، وإضافة من تشاء من الدول الأخرى إلى هذه المجموعة مانحة ذات التفويض لها.

ورفضت الخارجية السودانية قبول طلب دول الترويكا واعتبرته أمر ليس له سند من القانون الدولى او الاعراف الدبلوماسية المستقرة.

وقالت الخارجية “كون ان الدول الثلاث كانت من الضامنين لاتفاقية السلام الشامل في ٢٠٠٥ لا يعني أن لديها تفويضا مفتوحا للتدخل في شؤون السودان الداخلية. خاصة بعد أن نفذت تلك الاتفاقية وانفصال جنوب السودان في ٢٠١١.
وانتقد ت الخارجية في البيان اختزال بيان دول الترويكا المبادرة السياسية الشاملة التى أعلنها البشير الجمعة الماضية في مسألة إعلان حالة الطوارئ فى كل البلاد..

واستنكرت الخارجية تجاهل الترويكا بان إعلان حالة الطوارئ وما أعقبه من أوامر تم وفقاً لدستور البلاد، وانه أمر معروف فى القانون الدولى، ويقره العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية، وتمارسه العديد من الدول إذا دعت الظروف لذلك وفقاً لدساتيرها وإلتزاماتها القانونية.

ودافعت الخارجية عن فرض حالة الطوارئ واستدلت بحالة الطوارئ الممثالة التي تمت في دول خارجية منها تلك التى أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر، والطوارئ الاقتصادية والاجتماعية التي فرضها الرئيس الفرنسى ماكرون فى ديسمبر 2018، فى مواجهة مسيرات اصحاب السترات الصفراء.

وقالت الخارجية ان حالة الطوارئ مطلوبة في بلد اتحادي مثل السودان لإعطاء رئيس الجمهورية السلطات اللازمة لحل حكومات الولايات وإعفاء حكامها.

ونبهت الخارجية دول الترويكا الى ان حالة الطوارئ قائمة أصلا في عدد من ولايات السودان، في اقليم دارفور وكردفان وكسلا منذ سنوات دون ان يصحب ذلك تعليق اي من الحقوق والحريات الاساسية.

وانتقدت الخارجية تجاهل بيان الترويكا أن الأوامر التى صدرت بموجب حالة الطوارئ لم تعلق اي من الحريات او الحقوق وإنما هدفت بالأساس للتأكيد على الالتزام بالقانون عند ممارسة هذه الحقوق واستهدفت الممارسات الإقتصادية الضارة بالإقتصاد الوطني والفساد.

واضافت الخارجية ” ما زعمه البيان من أن أوامر الطوارئ قد جرمت الإحتجاجات السلمية زعم عارِ من الصحة، لأن هذه الأوامر منعت التجمُعات غير المرخص بها، وذلك مما يدخل في تنظيم ممارسة هذه الحريات في كل البلدان الديمقراطية.

وكانت دول الترويكا عبرت عن قلها من الوضع في السودان وإصدار أوامر طوارئ ، وتعيين الرئيس البشير أعضاء عسكريين وأمنيين في مناصب حكومية عليا.

واعتبرت الترويكا في بيان صادر باسمها، أن القصد من ذلك هو تجريم الاحتجاجات السلمية والسماح للقوات الأمنية بممارسة أعمالها القمعية والإفلات من العقاب.

وقالت الخارجية ان بيان الترويكا تجاهل حرص الرئيس البشير على حماية الحقوق والحريات وتحقيق العدل وإستكمال التحقيقات فى التجاوزات التى صاحبت التعامل مع الإحتجاجات.
وجددت الخارجية إلتزامها بالإنخراط الإيجابى مع كل أطراف المجتمع الدولي وفق المبادئ التى يقوم عليها النظام الدولى المعاصر المُتمثلة فى إحترام سيادة الدول وإستقلالها وحق شعوبها فى أن تُقرر كيف تدير شؤونها دون تدخل من الاطراف الخارجية.

whatsapp
أخبار ذات صلة