سفارة الامارات بالخرطوم .. حاضنة جديدة وشريان حياة للدولة العميقة
الخرطوم – تاق برس” – بالرغم من سخط جمهور الثورة على الدرامي المعروف علي مهدي، وبروز اسمه ضمن المحالين للمعاش ضمن قائمة لجهاز المخابرات العامة الا انه يتناصف بكل جرأة منضدة وزير مجلس الوزراء عمر مانيس في فعالية كان يقيمها سفير دولة الامارات في الخرطوم بمنزله “الثلاثاء”، وليس ذلك فحسب فقد اينعت دولة صحافة الاسلاميين العميقة أمس في الفعالية التي احتضنتها سفارة دولة الامارات وفرهدت اوراقها بعد ان لازمها جفاف عقب ثورة السودانيين المجيدة في ديسمبر، وتقطعت جذورها الا من سقاية السفارات.
(1)
قد يكون مفهوما ان تستضيف وتشارك سفارة مثل سفارة الامارات العربية المتحدة منشطا مشتركا بينها والدولة التي تقيم فيها بعثتها الدبلوماسية، لكن ما لا يبدو مفهوما هو اصرار الامارات على فتح ابوابها على مصراعيها لصحفيين طالما حاولوا أزهاق روح التغيير، وان كان الامر ملتبسا لدى جمهور الثورة من ان الامارات قد تصدت ايضا لحماية التغيير، وأسهمت مع المواطنين السودانيين، الا انه بالرعاية التي تحققت أمس في فعالية الاعلان عن مؤتمر “أكسبو” الذي تستضيف نسخته الامارات والمتزامن مع مهرجان التمور الثالث لاقلام النظام البائد.
يبدو جليا ان سفارة الامارات تمثل حاضنة للدولة العميقة، ومتنفسا لافكارها الهادمة للانتقال الديمقراطي وتحقيق طموح السودانيين.
(2)
يحظى الصادق الرزيقي بلقب نقيب الصحفيين من قبل حمد الجنيدي سفير دولة الامارات العربية المتحدة بالخرطوم، ويدعوه لمخاطبة وتجلية موقفه المتزامن مع السخرية من الثورة السودانية وحكومتها، بينما يتمكن رصيفه في الاتحاد الشمولي للنظام السابق محمد الصادق ايضا من توجيه سؤال فطير حول المؤتمر الرقمي بطلب المنصة الرئيسية، ممارسة مدللة ومبذولة لانعاش روح التواصل مع حقبة انطوت من تاريخ السودان، تحاول سفارة دولة الامارات العربية المتحدة ان تحيلها لواقع مرة أخرى، كما لو ان الصحفيين السودانيين قد تواروا وانعدموا، ولا يمكن نسيان صحفية أخرى مثل داليا الياس على وجاهة ما طرحت من سؤال الا ان بقائها في المحافل الجديدة للتغيير لا يتواءم مع روح الثورة.
(3)
وليس أقل من ذلك ان وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر مانيس كان لديه وقتا كافيا لتناول وجبة عشاء مع بقاء مطول في منزل السفير الاماراتي المستأجر من احد قادة النظام المخلوع، على ما تواجهه الحكومة الانتقالية من ضيق وقت فترتها في انجاز ملفات أكبر من عشاء السفير الاماراتي، ومع ذلك فان مانيس وطوال جلوسه وخطابه لم يشر للحاضرين بأي ذكر حول الثورة السودانية ومضيفه الجنيدي كذلك او حتى احد المتحدثين الاخرين من منسوبي الدولة العميقة.
ومهما يكن من قول فان للامارات دين لإزاحة صورتها الذهنية في تعطيل وإبطاء التغيير، ودعم العسكر على الجناح المدني كما كان سابقا، لكن الان عليها ديون أكبر بمسح صورة استضافتها للدولة العميقة وفتح منابر أكبر لها للحديث وملأ رئتيها بالهواء.