إلحاد الكيزان … الحاج وراق !!
هل الكيزان ملحدين؟
الإجابة بنعم..!!
يقول المثل السوداني الشائع: *(الما بخاف الله خافو)* وعلى بساطته، فانه يستخلص استنتاجاً فلسفياً عميقاً، سبق واشار إليه الاديب الروسي دوستوفسكي حين كتب: *(اذا كان الله غير موجود فكل شيء مباح)*. وكان يعني بأن الملحد المتسق مع إلحاده لا يمكن أن يكون أخلاقياً لأن *كل شيء يكون مباحاً لديه*. وقد اكدت ذلك تجربة اوروبا حين اعلنت بزهو (موت الله)، فلم تضر الله تعالى بشيء، ولكنها عملياً اعلنت بذلك موت علاقتها بأي مثال اخلاقي وروحي، وبالنتيجة فقد اعلنت موت انسانيتها!! والى ذات النتيجة توصل الفيلسوف الألماني (كانط) – نتيجة انه لا يمكن تأسيس الاخلاق بصورة متسقة إلا بافتراض وجود الله، وهكذا فان الملحد اذا كان متسقاً مع إلحاده فإنه سيتحول الى *شخص بلا أخلاق*!.
وللمفارقة *فإن الكوز ينتهي الى ذات نتيجة الملحد*، فهو لا *(يخاف من الله)*، ليس بسبب اعتقاده بعدم وجوده، ولكنه عفا نفسه من هذه المخافة بوثوقيته وانغلاقه، فهو لا يتوجه الى الله خائفاً ولا راجياً *وانما واثقا*ً ومختالاً فخوراً، انه على قناعة *بأنه ممثل الله* في الارض، وانه يريد انزال مملكة السماء على الارض، *وما دامت غايته* سامية ومقدسة واخلاقية، *فان أية وسائل يعتمدها تكون اخلاقية* كذلك، وهكذا، فإنه *يعفي* نفسه عملياً *من (مخافة الله)* ومن التساؤل عن اخلاقية افعاله، لأن افعاله انما لصالح الغاية المقدسة (الدعوة)، مما يجعله يتصور بأن *(الكذب) لصالح (الدعوة) فضيلة*، ونقض العهود لصالح (الدعوة) *حلال*، والاغتيالات وترويع الآمنين والأبرياء لصالح الدعوة *جهاد*! ولكن، ولأن الدعوة الحقيقية انما هي دعوة لأجل اشاعة الصدق والوفاء بالعهود ولأجل السلم والرحمة، *فإن (دعوة) الكوز تتحول في نتائجها العملية الى (دعوة) ضد الدعوة!!*.