صلاح الدين عووضة .. والصباح رباح !!
وتعاتبني رباح..
وتقول هاتفياً : إنك تزعم أن المرأة غير قادرة على أن تصير فيلسوفة..
وأنا لم أزعم ؛ وإنما استشهدت بتاريخ الفلسفة..
فقد خلا من اسم أي امرأة فيلسوفة ؛ من لدن زمان هرقليطس…وحتى زمان جون ديوي..
ثم أنا لم أقل إنها غير قادرة..
فهنالك فرق بين عدم القدرة وعدم الإرادة ؛ وإنما قلت إنها تفتقر إلى الإرادة هذه..
إرادة أن تفكر على نحو تجريدي ؛ فتغدو فيلسوفة..
أو بمعنى أكثر بساطة : إنها لا تريد أن تصبح فيلسوفة ؛ إلى صباح يومنا هذا..
لا تريد بمحض إرادتها..
وليس ذنبي إن كانت لا تريد…فأُوصم بأنني عدوٌّ لها..
وربما يرجع السبب في ذلك إلى أنها تفضل التجريب العملي على التجريد النظري..
تريد لعقلها – أو يريد هو لنفسه ولها – أن يكون عملياً…لا تجريدياً..
ولا فلسفة بلا تجريد..
بلا قفزٍ للعقل من مجريات الواقع لينظر إليه عن بعد ؛ تفكيكاً…وتركيباً…وتفسيرا..
ومن ثم محاولة فهمه كما هو ؛ بمنأى عن تأثيرات القلب..
ولكن قد يأتي صباحٌ تريد فيه ذلك ؛ فتقدر…وتجرِّد…فتصبح فيلسوفة..
والصباح رباح !!.
صلاح الدين عووضة