أحمد يوسف التاي .. بأخلاق الثورة لا بأخلاق «الكيزان»

148

(1)
شهدت الثماني والأربعون ساعة الماضية حملة اعتقالات واسعة لكوادر النظام المخلوع بعد أن اكتشفت السلطات محاولتهم القيام بعمليات تخريب وتحريض للشارع وإثارة البلبلة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإرباك الحكومة… هذا بالطبع ما تقوله السلطات الرسمية، ولكن بكل تأكيد يلزمنا طرح السؤال الآتي : هل صحيح أن كوادر النظام المخلوع تحركوا فعلاً لإثارة الشارع وإسقاط الحكومة مما استوجب اعتقالهم ،أم أن الأمر مجرد محاولة لإيجاد مبررات لاعتقال كوادر حزب المؤتمر الوطني المحلول بعد أن تحولوا إلى كابوس مرعب للسلطة الحاكمة؟ .
(2)
في ظل حالة الاستقطاب الحاد بين قوى الحراك الثوري وخصومها السياسيين المعارضين لحكومة الثورة ، وفي غمرة الصراع المتجدد بين اليمين واليسار على السلطة ستظل عندي كل الادعاءات والمزاعم من هؤلاء وأولئك سواء وذلك من فرط تكرار هذه المشاهد التي مللنا تكرارها على مسرح العبث السياسي …
حتى الصراع وأسبابه ووسائل حسمه مكررة ..الاتهامات مكررة…حتى المحاولات التي تقوم بها المعارضة اليمينية واليسارية من تحريض وتخريب مكررة…(ياربي أنا الفيلم دا شاهدتو قبل كدى وين ومتين)…
(3)
عندما يصل اليمين إلى الحكم يجعل السلطة وسيلة لتأديب خصومه وترهيبهم والتنكيل بهم وسلطة للتشفي والانتقام وقد فعلها (الكيزان) لكل أهل اليسار دون أن يطرف لهم جفن ودون أن يقدموا ما يقنع الرأي العام بصحة عمليات التخريب التي ظل نظام المؤتمر الوطني يحيكها لخصومه ، وعندما آلت السلطة الآن إلى اليسار فعل ما فعله اليمين بالكربون ، نفس الادعاء والمزاعم ونفس حملات الاعتقال والترهيب ونفس حتى عبارات (التخريب والخونة والعملاء والفلول)..
ولذلك نقول قد يستوي عندنا هذا وذاك طالما ظل المشهد واحداً ومكرراً حتى نرى الحقيقة ماثلة رأي العين وإلا ما الذي يحملني على تصديق لجنة تفكيك النظام على كل ما تقوله وتفعله دون أن تقدم من البراهين والأدلة ما تطمئنُ إليه نفسي ، فهل تستطيع الحكومة تقديم بينات مقنعة وتقتاد هؤلاء المخربين إلى المحاكمة العادلة، حينها سنعلم أن هناك فرقاً وتغييراً كبير قد حدث، وإلا فإن الحال من بعضه والكل ذرية بعضها من بعض..
(4)
على المستوى الشخصي لا أستبعد أن يقوم عناصر النظام المحلول بالتحريض وإثارة البلبلة وقد أرى ذلك في كتابات صحافييهم وإعلامييهم وكوادرهم عبر الوسائط ، ولكن هذا وحده لا يكفي أن يقيم عليهم البينة … ثمة أمر آخر وهو الأهم ألا تلجأ حكومة الثورة إلى نفس الأساليب والوسائل التي ادمنها النظام المخلوع ولا بد أن يكون البون شاسعاً والاختلاف والفرق كبيرين للتأكيد على أن هناك تغييراً قد حدث ، ولنترك القانون وحده هو ما يسود بالعدل والحسم اللازمين…يجب أن نعاملهم بأخلاق الثورة وشعاراتها وسلميتها وتمسكها بالقانون لا بأخلاقهم وشعاراتهم الخادعة، فإن فعلت الثورة ما يفعلون فلا فرق بين (ديسمبر) و(يونيو) وكلها شهور وبس…..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

whatsapp
أخبار ذات صلة