صلاح الدين عووضه.. والنكبـــات !! فاليوم 6 أبريل..

60

وأبريل شهر الثورات في بلادنا ؛ وكذلك شهر النكسات..

فنحن ننجح في إشعال جذوتها…فنحرق بها أعداء الحرية…ثم نحرق بها أنفسنا..

أو نختار من يحرقنا بها…ويحرق الثورة..

وعقب نجاح ثورتنا هذه اخترنا من يحرق حتى أكباد أمهات شهدائها…و آبائهم..

واليوم هو 6 أبريل..

وهو يوم يكرهه المايويون ؛ والسبب معلوم..

ويكرهه – أيضاً – الإسلاميون…والسبب مجهول..

رغم إن انتفاضة أبريل هذه هي التي أنقذت قادتهم من غضبة نميري..

وقد كانوا يرزحون – حينها – في سجونه..

وينتظرون عودته من أمريكا ليبت في مصيرهم….ومصير كبيرهم الترابي..

ومن يغضب عليه نميري فمصيره معروف..

ثم إنهم يزعمون أن لهم دوراً في ثورة أبريل هذه…رغم إننا لم نره..

أو لم نر إلا تأصيلاً لاسمها…لتصير ثورة رجب..

فإن صدق زعمهم هذا فمن المفترض أن يفرحوا باليوم هذا…..ويحتفلوا به..

ولكنهم لا يفعلون أبداً…ولا يذكرونه بالخير..

شيء عجيب ؛ والأكثر عجباً ميلهم إلى كل ما هو نقيض أهداف الثورة هذه..

وذلك طيلة فترة استفرادهم بالسلطة ثلاثين عاما..

ميلهم إلى كل الذي دعا الشعب إلى أن يثور ضد مايو..

ميلهم إلى القبض…والشمول…والإقصاء…والتمكين لعناصرهم في مفاصل الدولة..

ثم التغطية على الفشل بكثير الكلام عن مؤامرات كونية..

وعبارة مؤامرات كونية هذه من بنات الأفكار الحرام لأنظمة عربية تكره شعوبها..

تكرهها حين تحاول أن تحيا…وتحبها وهي في حالة موات..

واليوم هو السادس من أبريل..

وفي مثل يومنا هذا – من عامنا الماضي – نعينا تجمع المهنيين..

وقلنا إنه يحمل في جوفه بذرة فنائه..

وفي جوف ثورته بذرة فنائها أيضاً ؛ بتخويف المجتمع من حرية لا حدود لها..

ليس هو الذي يخوف…وإنما آخرون حلوا محله بعد حذفه..

أو بعد انسحابه – الاختياري – من المشهد..

وسيستغل أعداء الثورة التخويف هذا أسوأ استغلال..

وهو ما يحدث – الآن – في أبريلنا هذا…..من عامنا هذا ؛ كما توقعنا تماماً..

وما كنا للغيب عالمين ؛ ولكنها قراءة لما بين السطور..

فالحرية حين تلطم أسوار ثوابتٍ ترتكز عليها ضمائر الناس تضحى أمراً مريعاً..

ولا فرق بينها – والحال هكذا – وبين لطمات أنظمة القهر..

وذلك ما يجعل نغمة (البديل المجهول) تسري بين الناس سريان ريح السموم..

ثم تفعل فعله ذاته ؛ في القلوب…والعقول…والأفئدة..

واليوم هو السادس من أبريل..

وكذلك يحدث شيء آخر تنبأنا به ؛ قراءةً لما بين السطور…تنضح بها الصدور..

تنبأنا به رغم (النفي القاطع للمشاركة) من تلقاء البعض..

فنحن نعرفهم أكثر من (جوع بطونهم) التواقة لشبع السلطة..

وقلنا إن عيوناً – أرهقها طول الانتظار – ستطل على الشارع من أعلى الشرفات..

شرفات أبراج عاجية…وتلتمع شبقاً إلى نهايات سعيدة..

فإن حدثت فستطل معها – من تحت الشرفات هذه – وجوهٌ…وألسنٌ…و أجساد..

وإلا ؛ فيا دار ما دخلك شر…وتُهجر الشرفات..

وحدثت ؛ وهبطت الأجساد – بوجوهها وألسنتها – من الشرفات…إلى الوزارات..

وأخمد تجمع المهنيين جذوته برفضه المشاركة في السلطة..

وأسهم – من حيث يدري أو لا يدري – في اطفاء جذوة الثورة التي كان وقودها..

وأفسح المجال لمشاركة من كانوا على الشرفات..

وانتقلت – بانتقالهم إلى الكراسي – الجرثومة نفسها الكامنة داخل أجساد كياناتهم..

والتي قضت – من قبل – على ثورة أبريل الأولى..

واليوم هو 6 أبريل..

وربما لا يلقاكم أبريلكم هذا – في عامكم المقبل – وأنتم في حالة احتفال بذكراه..

سواء ذكراه الأولى…أم الثانية..

فهو شهر الثورات..

والنكبــــات !!.

صلاح الدين عووضه
الحـــراك
26/4/2021

whatsapp
أخبار ذات صلة